+ A
A -
دون أن تتكلم، يمكنني أن أقرأ أفكارك.
هذا ما كان قد أكد عليه علماء قبل سنوات، وهم يخرجون المعمل بتجارب مذهلة.. أدمغتهم تنقط عرقا، أساريرهم منطلقة، وعيونهم تتواثب جناين.. جنان!
هذا هو العلم، دائما هو هكذا، يحلق بأجنحة النسور، في الأعالى، بالاكتشافات المذهلة.. والمربكة معا!
المربكة؟ بلى.. وفي قراءة الأفكار إرباك ما بعده إرباك: تخيل أنت تقرأ في أفكاري، وانا أقرأ في أفكارك. هذا يعني أننا الإثنان- معا- في حالة افتضاح تام!
العلم إذن، دخل مرحلة الكشف عن ما هو مستور. لا مستور تحت الشمس، ولم تعدهنالك- بالتالي- من «ظلمة» في عقلي وعقلك، تحجب عنا ما يدور فيه، ويدور!
الاكتشاف العلمي المذهل، لم يتنزل إلى أرض الناس.. لكنه سيتنزل..
ولعل تطوير (فيس بوك) لواجهة دماغ الكمبيوتر للتواصل بالعقول فقط، هو فتح، ارتكر على ذلك الفتح العلمي الأكثر إرباكا!
مكتشف الدنيا الأكثر جدة- مارك زوكربيرغ- قال إن المشروع «لا يزال بعيدا جدا».. لكن لا بعيد مع العلم.. ذلك النسر الأبعد تحليقا.. والفضاء هو فضاء الفتوحات العجيبة.
لن تنقر بإصبعك على لوحة المفاتيح، في المستقبل. الافكار التي تريد نقلها إلى غيرك، ستشق طريقها من دماغك مباشرة، إلى غيرك في الفيسبوك!
هذا العالم، في كل يوم جديد من عجيبة من أعاجيب هذا الزمان، إلى عجيبة.. إلى عجائب!
نحيا.. ونعيش..
ونشوف، ياااارب!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
23/04/2017
962