+ A
A -
اليوم التالي..
من ذا الذي منكم سيعيش، ليروي للتاريخ، تفاصيله؟
التاريخ نفسه، سيستحيل إلى إلى نيران.. وكوم رماد.
هل هي نهاية التاريخ.
السؤال مشروع، وفيه من الرعب ما فيه، في هذا الزمن المرعب، الذي تحتوشه النيران من كل اتجاه، واتجاه، والريح تعوى، تلهلب نيران ما تحت الرماد!
حروب صغيرة تكبر.. وحروب كبيرة تتكبر.. وحروب في البال، وفي الخاطر، ستندلع، ومقولة هذا العالم أكرم من أن نترك مصيره لمجانين، سقطت في أسفل سافلين!
المجانين، في هذا العالم، أكثر من ذوي اللب.. وأخطرهم بالطبع مجانين الأسلحة الأكثر شرا: أسلحة الدمار الشامل.
في الأخبار امس: دخل الكيماوي حلبة الصراع في العراق.. وكان قد دخل الحلبة في سوريا، وتجار شنطة الكيماوي والغازات السامة، في هذا العالم، أكثر من الهموم في القلوب!
وفي الأخبار..الوضع في كل يوم جديد، يزداد تأزما بين كوريا الشمالية وأميركا، والاثنتان يحكمهما رئيسان، في جينات أي منهما من الخبل، ما يكفي لتوزيعه على كل سكان الصين الشعبية!
زر نووي في واشنطن في كف مخبول.. وزر نووي في بيونغ يانغ في ظل مخبول آخر، وأي منهما لا يهمه مصير هذا العالم.
متى رأيتم مخبولين، تهمهما المصائر؟
مصير هذا العالم، هو إذن في كف هذين المخبولين.
اليوم التالي.. هو يوم من لظى. هذا ما تقول به كل الشواهد.. وهذا اليوم قد يكون غدا، أو بعد غد، أو الذي بعده، أو... لكنه آت.. آت!
هذا العالم، كان جميلا.
هذا ما سيقول به، في اليوم التالي أحد الناجين من المحرقة الاممية.. الشعر منه أشيب، والعينان جاحظتان، والذاكرة خربة، ربما تلك الجملة هي كل ما اختزنته، من العالم الذي.... كان!
هو، لن بعيش طويلا، ريثما ينقر التاريخ- التاريخ الذي كان قد فر الجحيم إلى مكان ما- على لوحة مفاتيه آيباده، ليكتب عن المأساة..
هو_ التاريخ- سينقر، هذا إذا ما كان هو فعلا- مثل الشاهد الوحيد- قد نجا ولو جزئيا، من الإشعاع النووي!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
17/04/2017
1695