+ A
A -
شاهدت اللقاء الذي أجري مع اللاعب الشهير كريستيانو رونالدو، وهو لاعب كرة قدم برتغالي يلعب في مركز الجناح الأيسر، أو كمهاجم بنادي ريال مدريد الإسباني، الذي يشارك في الدوري الإسباني لكرة القدم، وهو حالياً قائد منتخب البرتغال لكرة القدم، وهو الهداف التاريخي لكل من منتخب بلاده وناديه ريال مدريد، حيث ظهر على أحد البرامج الأميركية الشهيرة، وحينما سأله المذيع عن منافسه الشرس ميسي والذي يلعب في نادي برشلونه، «سمعت أنك كنت تراه كمنافس لكن الآن تراه أكثر شخصي عادي»، أجاب رونالدو «ليس لدي منافسون أعتقد أننا في علاقة طيبة، شاركنا مسرح الفيفا 8 أعوام لم يفعل هذا أي أحد من قبل، هو يلعب في ناد وأنا ألعب في ناد آخر، هو يريد الأفضل له وأنا أريد الأفضل لي، الأمر طبيعي تجمعنا علاقة طيبة، نحن لسنا أصدقاء مقربين لكننا نحترم بعضنا البعض»، هل ما قاله اللاعب الشهير عن منافسه يمكنك أن تفهم منه أنه لا يهتم لأمر ميسي، أم أنه قد وجد أن الحديث عنه بهذه الطريقة، هي أفضل طريقة حتى لا تنبت الأحقاد، وحتى لا يجد الإعلاميون الرياضيون أي منفذاً لبث روح الخلاف والمنافسة البغضاء فيما بينهما.
لقد أعدت مشاهدة اللقاء أكثر من مرة، فقط لكي أتبين الطريقة الملفتة للانتباه التي تحدث بها رونالدو، ربما لأنني أردت أن أستفيد مما قاله، في كيفية وصول البعض إلى الشهرة الصارخة ورغم ذلك ما زالوا يتحلون بدرع واقٍ من الثقة.
في الحياة العادية التي نعيشها، تكتشف فجأة أن البعض يضعك أمامه كمنافس دون أن تعلم، أذكر جيداً إحدى الفتيات الشابات حينما سألتها عن حال زواجها، فقالت أنها اعتادت في حياتها على المنافسة بينها وبين بنات عمومتها، فسألته مستغربة «منافسة على ماذا»؟، فقالت «كنا نتنافس على من تتزوج أبكر من الأخرى، وبعدها انتقلت المنافسة لمساحة أوسع من ذلك، بدأنا نتنافس على من تطبخ بشكل جيد، ومن تنجب أطفالاً كثر وتهتم بهم، ومن تسافر أكثر... ألخ»، تحدثت عن أن مثل هذه المنافسات لم تكن لتنتهي من حياتها، فاستودعت قلبي وفكري لأنني لم أكن يوماً أشعر بالمنافسة إلا من خلال الدراسة، عدا ذلك فكل شيء كان يسير في حياتي بشكل مرن وسلس.
حتى جاء ذلك اليوم الذي وجدت فيه من حولي، ممن جعلنني رغماً عني في منافسة معهن، فآثرت الرحيل، أن أترك صداقتي بهن لأنني لم أكن أنتظر من الحياة أكثر من الحب والسلام، أنني لا أود أن تضيع حياتي في مخاض من منا الأفضل، ولهذا تأثرت بالسلام الذي كان واضحاً في عبارات رونالدو، حينما تصل إلى القمة فأنك لا تنظر إلى منافسيك على أنهم أعداء، وعليك أن تمد يدك للسلام وقلبك للحوار، فما أجمل الحياة حينما تنتفض من هوس أن تكون لوحدك على القمة، فالقمة متاحة للجميع لم تكن يوماً مخصصة لأحداً بعينه.
بقلم : سارة مطر
copy short url   نسخ
16/04/2017
3073