+ A
A -
للناس فـيما يعـشقون مذاهـب وبعـض الناس لا يعـشقون إلا ما يرون أو ما يقررون أو ما يتوصلون إليه من أفكار دون مراعاة لأمر غاية في الأهمية ألا وهـو أن غـيرهم يفكـر ويرى ويعـشق ويقرر وقـد يكون كل ما يرونه صحيحا أيضا.. والتشبث بالـرأي (الصائب) مسألة حميدة، ولكن إذا ما اتضح خلل ما في هـذا الرأي فـليس من المحمود التمسك به، إذ ليس هـناك إنسان يمتلك نواصي الأمور أو يدعي ذلك، إذ أن آراء الـناس يعـتريها الخطأ أحـيانا.. إن تزاحم الآراء والأفكار مؤشر من مؤشرات الصحة.. ولكن الاعـتلال يظهـر عـندما يكـتشف أصحاب الآراء والأفكار ما فـيها من خلل يصرون في نهاية المطاف عـلى التمسك بها..
ثمة مسألة يجب أن نضعـها في الحسبان وهي أن اختلافي معـك في الرأي لا يعـني أنني ضدك عـلى طول الخط.. أي أنه إذا لم تكن معي فأنت ضدي.. كما يؤمن بهذا الرأي بعـض رؤساء القوى الاستعمارية الكبرى، هـذه مغالطة كبيرة يجب أن نتخلص منها في الجلسات العامة والخاصة.
كلكم راع ٍ..
قـيل: «من أدب ولده صغـيرا.. سُر به كبيرا».. آباؤنا وأجدادنا الأوائل، لم يتركوا شاردة أو واردة إلا ووضعـوا لها مثلا بعـد ما طبقوه في حياتهم اليومية، وقـد صدقـوا فـيما ذهـبوا إليه من القول، حيث أن أفعالهم أصبحت يحتذى بها لأنها نابعة من الواقع.
أما آباء اليوم البعـض فـقد تركوا الحبل عـلى الغارب ولم يعـيروا أي اهـتمام لما يجرى حولهم، وخاصة تربية الطفل عـلى أسس سليمة..
يقول رسولـنا الكريم صلى الله عـليه وعـلى آله وصحبه وسلم: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عـن رعـيته».
لكن يا ترى هـل هـذا الحديث الشريف ينطبق عـلى أحـوال بعـض الـناس في الوقـت الحاضر.؟ بالتأكيد لا.. ومما يحز في النفس أن بعـض الآباء تركوا رعاياهم بلا رعـية، فأصبح الأبناء يسيرون في «الظلمات»، لا رقـيب ولا حسيب يوجههم نحو مصلحتهم ويحاسبهم عـلى التقصير.. فـنرى كثيرا منهـم يخرجون من البيت ويعـودون في وقـت متأخر، ويذهـبون مع بعـض الأصدقاء إلى أماكن كثيرة لا يخبرون الأهل بها، وهـناك الكثير من المراهقين يسافـرون مع الأصدقاء شرقا وغـربا بموافـقة ورضا الآباء، وعـندما يحدث لهم مكروه، يكون الحساب والعـقاب، ولكن بـعـد فـوات الأوان.!

بقلم : سلطان بن محمد
copy short url   نسخ
12/04/2017
2355