+ A
A -
هو ليس حصادا لعام نودعه غداً.. وانما إطلالة سريعة من زاوية أخرى على ما شهده عام 2015 من قضايا كثيرة تخصنا كقطريين وعلاقتنا بما حولنا في العديد من القضايا.. لذلك تجنبت الخوض بما تعودنا عليه في سنواتنا السابقة في الكتابة عن حصاد السنة الماضية.. وهذا لا يعني أنني لا أود التطرق إلى الحصاد والايجابيات وهي كثيرة بفضل الله، ولكن وددت أن أتطرق إلى ما يسمى بـ «نصف الكوب الفارغ»!

بداية أقول اننا في قطر – مواطنين ومقيمين – تابعنا باهتمام موضوع العجز المالي في ميزانية العام الجديد والذي يزيد عن 12 مليار دولار، بل ان البعض اعتبر هذا العجز بمثابة ناقوس الخطر في مسيرتنا التنموية كونه الأول من نوعه منذ خمسة عشر عاما، نتيجة للتراجع في إيرادات النفط والغاز عقب انخفاض الأسعار في الأسواق العالمية.. غير اننا مع ذلك وضعنا ثقتنا المطلقة بقدرة قيادتنا على مواصلة مسيرة التنمية المستدامة، والمضي قدما في تنفيذ المشاريع الرئيسة في قطاعات الصحة والتعليم والبنى التحتية والنقل، خاصة مشاريع الريل (سكك الحديد القطرية) والمشاريع الأخرى المرتبطة باستضافة كأس العالم 2022 وضبط ومراجعة الإنفاق الحكومي ومراقبته في جميع الوزارات.

ومن بين محطات العام يبرز موضوع أمطار الخير التي هطلت على بلدنا الحبيب أواخر نوفمبر الماضي وكشفت عن تردي بعض البنى التحتية ونوعية البناء في بعض المشاريع الكبرى الأمر الذي استدعى فتح تحقيق بأمر من معالي رئيس الوزراء شمل خمس شركات وتألمنا كثيرا لأن ما حصل كان في بعض الاوجه نتاج اهمال وتقصير استوجب المحاسبة فعلا خاصة عندما كشفت مواقع التواصل الاجتماعي عن تسرب الماء وانهماره من شقوق عديدة في مبنى مطار حمد الدولي الذي افتُتح العام الماضي بعد ان كلف بناؤه نحو 17 مليار دولار.. ناهيكم عن بعض الشوارع الرئيسية الحديثة التي تفتقد لأبسط أساسيات هذا الصرف وهو ما يسمى بالصرف الصحي. لذلك شاهدنا بعض الشوارع تتحول إلى «برك سباحة»!

وبموازاة الانفاق والترشيد والعجز، برز موضوع التأمين الصحي ليكون أحد المعالم التي اثارت الجدل خاصة بعد توقف شركة «صحة» عن تقديم خدمات التأمين مع ان البعض وجده امراً لا يدعو للقلق، كونه جاء لتصحيح المسار وليس توقيفاً للخدمة أو تحميل المواطنين أية أعباء مادية مقابلها.

والغريب أننا لم نسمع من أي مصدر مسؤول كلمة «اعتذار» للقطريين الذين استبشروا خيراً بالتأمين الصحي لكنهم في النهاية وجدوا بانه مجرد «فقاعة» فيها من السلبيات ما لا يعد ولا يحصى.. ومن واقع تجربة شخصية لي مع احدى العيادات الصحية كان يتردد عليها ولدي اخبروني ان يوم الحادي والثلاثين من ديسمبر هو آخر يوم للعلاج المجاني فطلبوا مني تأكيد الحضور لأن تكاليف العلاج بعد هذا التاريخ سيتم دفعها من قبلنا.. لذلك أتساءل وأقول: من يتحمل الأعباء المالية وتبعات الحالة الصحية للمواطنين للفترة من ايقاف التأمين الصحي إلى تحويله إلى شركات التأمين..؟

وتبقى قلوبنا معلقة بإخواننا المختطفين في العراق والذين نتمنى ان لا يطول غيابهم حيث ان كل القطريين منزعجون من هذا «العمل المشين» الذي ترفضه قواعد الأخوة وأحكام ديننا الإسلامي الحنيف لأنهم ببساطة أبرياء دخلوا الأراضي العراقية بصورة مشروعة وقانونية.

ونحن في الوقت الذي نضع فيه ثقتنا بخطوات حكومتنا في متابعة الموضوع وحله بأسرع وقت ممكن، فإن أهل قطر ينتظرون بفارغ الصبر عودة إخواننا سالمين غانمين فهم كمن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»..

وأخيراً، أختم مقالي بسطور أجدها لا تسع مشاعر المحبة والدعوات الصادقة التي انطلقت من قلوب القطريين واشقائهم واصدقائهم، ترجو من الله تبارك وتعالى ان يمن بالشفاء العاجل على سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي أجرى جراحة لساقه ونحمد الله على سلامته ونسأله أن يمده بتمام العافية والعمر المديد.

بقلم : ماجد الخليفي

copy short url   نسخ
31/12/2015
78746