+ A
A -
طه جربوع.. ما أن يذكر، إلا ويقف القضاء- الجالس والواقف- في احترام.. وتقف الشرطة انتباه.. ويقف طلاب الحقوق المنتهكة، ترقبا في استعادة الحقوق.
غيبه الموت، البارحة... والموت إذ غيّبه، غيّب بغيابه المرافعة الحصيفة، والنباهة، والشجاعة، والاستواء على الحقيقة، لا ميل.. ولا ميلان عن الحق.
كان عنوانا في السودان، لمصادمة الباطل بالقانون. لقهر كل محاولات انتهاك الحقوق، وفي مقدمتها الحق بالتعبير، جهرا.. وبالطبع الحق في أن تفكر كما تريد، وتقول بما تفكر، وتعمل بما تقول، ويظل شرطه القانوني، هو ذات شرط المفكرين الاحرار: أن تكون عاقبة تفكيرك وقولك وعملك، خيرا، يتجاوز ذاتك إلى كل الآخرين.
تشهد له سجلات المحاكم بالدفوعات التي تدرس.
ويشهد له تلاميذه، بأنه لا يبخل عليهم من علمه. ما أكثرهم: تلاميذه الذين أورثهم هو اول ما اورثهم الشجاعة في منازلة جيوش القهر، والإذلال، وانتهاك الحقوق.
من غير هذه الجيوش، غير الدولة، في ظل الانظمة الباطشة؟
غيبه الموت.. سرادق العزاء، في قلوب كل الذي يعرفون فضائل هذا الرجل العارف بالإنسان- في المقام الاول- العارف بالقانون.. العارف بالدفاع عن المظاليم، حتى النطق بالبراءة.
رحل طه جربوع. ترك علما، ومواقف..
ترك لنا الذكرى، تلك التي تفوح بمنتهى الرصانة.. وترك لنا الدعاء له، من أعز مكان في القلب: ان تتنزل عليه رحمة الرحمن الرحيم: توسع له في مرقده، وتملأه بالسكينة الشاسعة.

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
09/04/2017
925