+ A
A -
دنيا مارك الافتراضية، دنيا عجيبة، حين تضيق بالبشر الدنيا الدنيا- برغم اتساعها- يفرون إلى دنيا من صنع أنفسهم!
مارك، صنع تلك الدنيا، ولملم فيها الناس، من كل ثقافة وحضارة وديانة ولون ولسان واهتمامات.
هاهم الآن، في هذه الدنيا الجديدة، يتعايشون.. وشعارهم: خد وهات. الصدور وسيعة. الاختلاف في الأفكار وارد، لكن يظل الاحترام.. والاحترام، لا يمكن أن يكون إلا في ظل الحرية: «حرية أن تفكر كما تشاء، وتقول بما تفكر، وتعمل بما تقول.. ثم لا يكون عملك إلا خيرا بالأحياء، والأشياء»!
حيث كان الكبت والقهر والإذلال، كان الضيق..
وكان الموت أو الفرار..
وهولاء البشر، ما كان ليمكن أن يفروا من أوطانهم الأم، لولا ذلك الثالوث اللعين، انظر إليهم إنهم يفرون، والموت يتربص بهم في التيه في اليابسة،، والتيه في ظلمة أعالي البحار، لكنهم برغم هذا المتربص الأكبر، تراهم يفرون: أمامهم بصيص أمل، وحلم النجاة، ما كان ليكون، لولا ذلك البصيص!
مارك، فر، من الدنيا الدنيا.
كان ذلك البصيص، يلحُ عليه.. وكانت نجاته هو- أولا- في اكتشاف الدنيا الجديدة.. الدنيا التي أنجتنا نحن من الكبت والقهر والإذلال!
تخيلوا مارك، لحظة الاكتشاف. لحظة أن لم من كان حوله. تخيلوه وهو ينظر إلى دنيته تحتشد بالبشر.
مارك.. لو كنت لجنة نوبل، لمنحتك «نوبل للسلام»!
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
02/04/2017
1226