+ A
A -
حدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لنفسه مهمة أساسية قبل نهاية ولايته تكمن في «تجنب فوز الشعبوية والقومية والتطرف» في العالم وخصوصا في فرنسا، مشددا على أن رفض الشعبوية ليس مهمة منوطة حصرا برئيس الجمهورية، بل هي كذلك من شأن المواطنين وشأن المسؤولين الذين عليهم أن يرفعوا الصوت في مرحلة ما. يقول خبراء في علوم السياسة والاجتماع إنه من الصعب تحديد المراد بتعبير «الشعبوية» لأنه لفظ محمل بمدلولات مختلفة بل ومتناقضة أحيانا، في حين يرى بعض هؤلاء أنه يشمل كل خطاب سياسي موجه إلى الطبقات الشعبية في بلد ما، وقائم على انتقاد نظامه السياسي ومؤسساته ونخبه المجتمعية ووسائل إعلامه، وهذا يعني خلخلة القاعدة السياسية المؤسسة للنظم الغربية المستقرة، إذ أن أخطر ما في النزعة الشعبوية معارضتها لفكرة التنوع المجتمعي، وجنوحها للغوغائية والفوضوية عبر التوظيف السياسي لمشاعر الغضب عند عامة الناس خاصة في أوقات الكوارث والأزمات الاقتصادية والاضطرابات السياسية.
هناك من يرى بأن الصعود الحالي للتيارات «الشعبوية» يرجع إلى الإفراط في العولمة منذ تسعينيات القرن العشرين، مع تحرير التدفقات المالية الدولية، وإنشاء منظمة التجارة العالمية، وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وتفاقم عدم المساواة في الدخل والثروة، وانعدام الأمن الاقتصادي، وتزايد موجات الهجرة العالمية، ويُعتقد على نطاق واسع بأن ذلك أدى إلى انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وربما يؤدي إلى وصول التيارات الشعبوية للحكم في الدول الأوروبية، مع ما يعنيه ذلك من تداعيات في غاية الخطورة، على اعتبار أن صعود القومية والحمائية في عدد من مناطق العالم يشكل تحديا للانسجام الاجتماعي للمجموعة الدولية، وتصبح معها العلاقات الدولية أكثر صعوبة في الاقتصاد والسياسة.
بقلم : حسان يونس
copy short url   نسخ
30/03/2017
3246