+ A
A -
- 1 -
خلال الأيام القليلة الماضية، لا حديث في المجالس السودانية وأجهزة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي إلا عن زيارة سمو الشيخة موزا بنت ناصر، عضو المجموعة المدافعة عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. الشيخة موزا تفقَّدت خلال زيارتها للسودان مشاريع مؤسستي «التعليم فوق الجميع» و«صلتك»، وشهدت توقيع عدد من الاتفاقيات ذات الطابع الإنساني في مجملها توقد شموع الأمل لشرائح وأسر صَعُب عليها العيش الكريم وضاقت بها رحابة الرزق.
التعليم هو كلمة السر وفاعل السحر ورافعة التغيير لأوضاع الأمم والأفراد، وفتح مسارات التقدم والصعود ونوافذ الضوء، لذا جاءت مشاريع التعليم فوق الجميع وكانت زيارة الشيخة موزا للسودان الحدث الأبرز والأهم.
- 2 -
الصور تحكي وتروي روعة المشهد، والرسالة لا تغيب والبوصلة لا تنحرف عن المسار والهدف على الطريق، التعليم للجميع والرزق لله..
زيارة الشيخة موزا، الحدث الأبرز والأهم وحظي باهتمام شعبي غير مسبوق، كانت أبرز تجلياته باستاد مدينة الأبيض عروس الرمال وقلب السودان النابض عاصمة ولاية شمال كردفان، حينما احتشد الاستاد إلى آخره بجمهور الولاية.
جاؤوا إلى استاد المدينة بقلوب المحبة ومشاعر الشكر والامتنان لامرأة قطعت المسافات وقدمت إليهم فيوضاً من الود والمشاعر الإنسانية النبيلة دون مقابل أو أجندة.
- 3 -
في عالم اليوم لا عطاء بلا مقابل ولا تعاطف بلا أجندة، ولكن سمو الشيخة موزا قدمت الدرس ورسمت بخطوات الصدق لوحة إنسانية في مناصرة الطفولة المحرومة من العلم ونور المعرفة وفرص العمل في المستقبل.
ما يميز الزيارة أنها لامست اهتمامات وأزمات قطاعات واسعة نكبتها الحروب وأرهقتها مصاعب الحياة، حينما ضاقت الفرص واشتدت وطأت المعاناة وتكالبت على السودان مكائد الأبعدين ودسائس الأقربين وحياد الأصدقاء.
- 4 -
السياسة هي معاش الناس وتجنيبهم المآسي والكوارث بالفعل والأعمال لا بوعود السراب ولا الخطب اللامعة بلا ثمار.
إنها خلق الفرص وصناعة الآمال وطوق النجاة لشباب تحاصره شبكات المخدرات وجماعات العنف والتطرف وحركات التمرد المسلحة التي لا تنتج غير تسويات مُثلَّجة سريعة الذوبان.
تسويات ومناصب لكسب رضاء أمراء الحرب لا تراعي تنمية ولا تحرص على علاج وتعليم للفقراء والمساكين.
الصور التي انتشرت على نطاق واسع لسمو الشيخة موزا وهي تجالس البسطاء وتمازح الأطفال وتسجل زيارة لأهرامات السودان في البجراوية رفعت وعززت محبة قطر في قلوب السودانيين.
- 5 -
الأرقام تتحدث وما أُنجز يحمل البشارة وصدق الوعد:
مشاريع لتوفير التعليم لأكثر من 622 ألف طفل غير ملتحقين بالمدارس بنهاية عام 2018م.
مركز التعليم البديل في العاصمة السودانية الخرطوم، هو واحد من 3.900 برنامج في السودان ترعاه مؤسسة التعليم فوق الجميع.
شراكات ذكية تسعى لاستحداث مليون فرصة عمل جديدة للشباب في السودان بحلول عام 2021م.. مليون فرصة عمل للشباب تطفئ نيران الغبن وتُغلق أبواب العنف والتطرف والتمرد ويتسع من خلالها رزق أُسرٍ تعاني من الفقر وضيق ذات اليد.
ولم تنسَ الشيخة موزا اللاجئين السورييين الذين جاؤوا إلى السودان هروباً من بطش بشار وشظايا طيران بوتن مستجيرين بأرض النيلين وسماحة أهلها.
مؤسسة «صلتك» وَقَّعت اتفاقية تعاون مع الهيئة الوطنية للاجئين لدعم التمكين الاقتصادي للاجئين السوريين في السودان وخلق مصادر رزق لهم.
وكانت البادرة الإنسانية البارعة، حينما قامت صاحبة السمو بزيارة أحد المستفيدين من مؤسسة «صلتك» الذي استطاع من خلال قرضٍ حصل عليه من المؤسسة تحويل مشغل صغير للمعجنات كان يملكه إلى معمل يتكون من 12 مشغلاً وصالتي عرض.
- 6 -
زيارة الشيخة موزا أكدت ما كنَّا نقوله ولا نمل من ترديده:
لقطر محبة وود في قلوب السودانيين، الأمر يتجاوز حسابات السياسة، وأرقام الاقتصاد والممالقات الدبلوماسية المدعومة بابتسامات البلاستيك.
السودانيون مشاعرهم عزيزة عليهم لا يمنحونها إلا لمن يستحق؛ فمحبتهم لدولة قطر كلمة السر فيها أنها دولة قوية، بلا تعالٍ وغرور، وكريمة بلا منٍّ أو أذىً، ووفية لصداقاتها في السراء والضراء.
-أخيراً-
قطر الأفعال عندها أَبْلغ وأَسْبق من الأقوال، والأقوال في دبلوماسيتها على مقاس الصدق، وفي حدود المعنى وكل شيء في موضعه بديع، لا تزيّد ولا مزاعم، هو العطاء بلا حدود ولا أجندة.

بقلم : ضياء الدين بلال
copy short url   نسخ
26/03/2017
3898