+ A
A -
رجب البنا

كاتب مصري

يعتبر العقاد من أكبر المفكرين الذين تصدوا للمستشرقين والكتاب الغربيين الذين يشوهون صورة الإسلام أمام الرأي العام في أوروبا وأميركا.. ولم يكن منهجه في الرد عليهم قائما على العاطفة والانفعال ولكنه كان منهجا علمياً يعتمد على المنطق وعلى الحقائق الثابتة.

وكان العقاد لا يضع كل من كتب عن الإسلام في خانة العدو، ويفرق بين من يكتب عن الإسلام كما فهمه وفي حدود ما وصل إليه من مصادر، وبين من يكتب بسوء نية بقصد إثارة الكراهية والخوف من الإسلام ربما لشعورهم بأن الإسلام أخذ في الانتشار في أوروبا وأميركا، أو لأن إيمانهم بدين آخر يجعلهم يتعصبون له ويكرهون كل من يختلف عنهم.

ولكنه توقف أمام نماذج من كبار المفكرين في الغرب كانوا منصفين الإسلام مثل دنكان بلاك الذي رأى أن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم تمثل منارة ملهمة بالقيم والأخلاق وما تزال مصدرا للقوة للمسلمين على الرغم من مرور أربعة عشر قرنا على وفاته، والمسلمون يتعلمون منه كيف يعملون لدنياهم وأخراهم.

ويستشهد العقاد بكتاب البروفيسور البريطاني تريتون أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة لندن الذي اختار مثالين للشخصية والعقلية الإسلامية هما الشاعر الباكستاني محمد إقبال والإمام محمد عبده، إقبال رأى أن المسلمين يحلون ماضيهم في حاضرهم وأن الإسلام جاء للدنيا والآخرة وفتح الباب أمام العقل للتفكير والتجديد في الفقه والدليل على حيوية الإسلام أن المسلمين يرون أن الله يبعث لهم على رأس كل مائة عام من يجدد لهم دينهم وهذا يجعلهم يسعون إلى الإصلاح الديني ويؤمنون بان جوهر الإسلام هو الأصلح لتقدم البشرية.

ويتوقف العقاد أمام كتابات البروفيسور بايرد دودج الذي كان مديرا للجامعة الأميركية وكان مهتما بتفسيرات الشيخ محمد عبده الخاصة بالمطابقة بين الإسلام والعلم الحديث في كتاب مهم عنوانه «الإسلام دين العلوم المدنية».

ويستدل العقاد على انشغال مفكري الغرب ومفكري الكتلة الشرقية بالإسلام وكل باحث ومفكر يرى الإسلام من زاويته وفي ضوء ثقافته ومدى إخلاصه في البحث عن الحقيقة بموضوعية وبحياد العلماء، والدليل على اهتمام غير المفكرين أيضا بالتعرف على الإسلام شيوع الطبعات الشعبية من ترجمة معاني القرآن الكريم في كل دول الغرب.
copy short url   نسخ
19/02/2016
1102