+ A
A -
تتجه مجتمعات الخليج إلى التنمية بخطى واسعة وفي نفس الوقت تتجه في المقابل إلى تصنيع الإنسان «النقي» من خلال غياب مفهوم المواطنة الأشمل والأعم والذي يتناسب وثقافة التنمية وتجزئته إلى ما دونه من مفاهيم صغرى كمفهوم الجنسية أو السلالة والقبيلة أو اللهجة الأصيلة على أنها مفاهيم نقية يبحث عنها المجتمع لتحدد أصالته وأصالة إنسانه، بمعنى العودة إلى العوامل التركيبية الأولية للإنسان، هنا يصبح التضاد واضحا بين عملية التنمية المستهدفة وإنسان التنمية المستهدف، نلاحظ شوطا كبيرا يُقطع في هذا المجال دونما وعي وإدراك وتحت لافتات غير مدروسة كلافتة «الهوية» مثلا، الدولة لا يقاربها إلا مفهوم المواطنة، المفاهيم الاخرى السائدة يعني اننا لم نصل إلى مفهوم الدولة بعد، مفهوم الجنسية والصراع عليه أدنى من مفهوم المواطنة، ويمكن أن يكون عامل تميز واستعلاء وتفرقة ما لم تكتمل الدولة من خلال مفاهيمها السياسية اللازمة وفي مقدمتها مفهوم المواطنة، ولذلك من الممكن جدا أن تتجذر العملية سلبا لتصبح الدولة قبيلة أو طائفة أو عائلة، ومن ثم تصبح التنمية عبارة عن رأسمالية احتكارية ويصبح الفرز الاجتماعي حادا إلى درجة البصمة الوراثية وتحليل الصبغة الوراثية، أرى أن مشروع الدولة في منطقتنا يتآكل يوما بعد آخر ما لم يحدث إعلاء في مفهوم الدولة والبعد عن استخدام الجنسية كمادة للصراع من خلال ثنائية المنح والسحب والتميز والفرز داخل المجتمع والذي أصبح واضحا في الآونة الاخيرة، ووضع الأسس والقوانين الناظمة لحركة المجتمع بعيدا عن الأهواء.

بقلم : عبدالعزيز الخاطر
copy short url   نسخ
20/03/2017
5332