+ A
A -
من المهم جداً على متابعي ومحللي ومعلقي ومحبي كرة القدم أن يفرقوا بين النقد العاطفي الذي يكون أثناء وبعد المباريات مباشرة وبين النقد الواقعي المستند لحقائق بعيدة عن الميول..
فكرة القدم التي لا تعترف سوى بالألقاب والإنجازات هي أيضا تعترف بالإمكانات والأسلحة المتوفرة والعتد التي قاتل بها المدربون وكأنهم جنرالات في ساح المعركة...
لهذا نجد مدربين ينجحون ويحققون النتائج في مكان ويفشلون في مكان آخر ونفس الأمر ينطبق على لاعبين يبدعون مع فريق ويخبون ويخفتون مع فريق آخر والسبب أن كرة القدم ليست فقط 11 لاعباً ومالاً بل هي أيضا انسجام وتجانس وطريقة لعب تختلف بين مدرب وآخر ونادٍ وآخر.
سبب هذه المقالة هو وصف البعض لجوارديولا مدرب مانشستر سيتي بالفاشل وهو صاحب الألقاب مع برشلونة وبايرن ميونيخ رغم أنه واقعيا يحتل المركز الثالث في الدوري ووصل لنصف نهائي كأس الاتحاد وخرج من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا على يد موناكو الأقل منه.
نفس الكلام ينطبق على مورينيو وفينجر الذي خسر بالخمسة رايح جاي أمام ميونيخ ومع هذا يقول رئيس ناديه إن فينجر يستطيع توقيع تجديد عقده متى شاء. وفي منطقتنا هناك نغمة أن هذا المدرب الذي حقق عشرات الإنجازات لم يعد لديه ما يعطيه وسمعت هذا الكلام عن ماتشالا ومهدي علي وحسن شحاتة وعدنان حمد وآخرين كثر نهضوا بفرق ومنتخبات ضمن ظروف وعوامل معينة ثم تراجعت نتائجهم مع أدوات ووسط عوامل مختلفة ولكن هذا لا يعني أنهم فاشلون ولا يعني أن نمسح تاريخهم بأستيكة ولا يعني أن نجردهم من الخبرة والطموح والقدرة على الإنجاز إن توفرت الأدوات والعوامل المساعدة لهذا نجد من يفشل في قطر قد تجده لاحقا في الإمارات ومن ينجح في السعودية قد يفشل في الإمارات ومن صنع تاريخ تشيلسي بعد خمسين سنة بدون لقب دوري يخرج شبه مطرود ومن حقق المعجزة لليستر بعد 128 سنة من الانتظار خرج بعد أقل من تسعة أشهر مطروداً وكأنه لم يفعل شيئاً.. ورغم قساوة المشهد إلا أن هذا أحد أسباب حلاوة وإثارة كرة القدم.

بقلم : مصطفى الآغا
copy short url   نسخ
19/03/2017
4927