+ A
A -
كلنا نشاهد المذيعات في التليفزيون..
كلنا – معشر الرجال – تنتابنا تلك الأمنية والحسرة، التي مصدرها وسوسة قلبية شيطانية تقول:
يا ليتني كنت زوجها.
الوقت وقت الغداء..
الرجل مستلق على الكنبة، يقلب في القنوات من مشهد مذيعة جميلة إلى مشهد مذيعة أجمل.
ثم تأتي إليه زوجته بالغداء،
خارجة من مطبخها،
يدها ما تزال تقطر صلصة، ورائحتها يفوح منها الشواء.
تربط شعرها بفوطة مطبخ، لكي لا تسقط شعره منه في الأكل فيقلب زوجها الدنيا على رأسها.
في هذه اللحظة عين الزوج الزائغة تنظر بمقارنة بين المذيعة وهي في كامل جمالها، وزوجته المطبخية الآتية من هناك.
المقارنة محسومة بكل المقاييس للمذيعة، والزوجة خاسرة بكل تأكيد.
وهذا في الحقيقة غاية الظلم على الزوجة حين يقارنها بمذيعة:
للتو خرجت من يد الكوافير،
شعرها يلمع،
خدها أحمر،
شفتاها ورديتان،
حاجباها مرسومان كأنهما سيفان مسلولان،
وفوق كل ذلك تضع كريما عاكسا حين تقع عليه إضاءات الكاميرا تجعله يخفي أي عيب في البشرة ولو كانت حبة بحجم حبة العدس، فتبدو بشرتها أصفى من سماء أغسطـــس.
ينسى هذا الزوج أن كل ما يراه أمامه مجرد رسمة مزورة لا أكثر.
هذه المذيعة في بيتها مثل زوجتك تماما...
يدها تقطر صلصة،
ورائحتها يفوح منها الشواء.
وتربط شعرها بفوطة مطبخ، لكي لا تسقط شعره منه في الأكل فيقلب زوجها الدنيا على رأسها.
ولو كانت زوجتك مكان المذيعة لكانت مثلها تماما:
شعرها يلمع،
خدها أحمر،
شفتاها ورديتان،
حاجباها مرسومان،
وبشرتها أصفى من سماء أغسطس.
هل فهمت؟

بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
16/03/2017
3277