+ A
A -
في الحياة وما نقلته عنها السينما، وأيضا ما استلهمه منها المسرح على خشبته، معروف أنه في الأغلب لا تطيق الزوجة ضرتها «الزوجة الثانية»، وهو ما ترجمته الأمثال الشعبية والأقوال المأثورة التي تتوارثها الاجيال، فيقال الضرّة ضرّة ولو كانت قُعْمُرّة جرّة، وأن الضرة ما تجيب لضرتها غير مضرتها وقطع جرتها، وان الضرة ما تحب ضرتها لو خرجت من صرتها، كما يقال أن الضُرّة مُرّة ولو كانت جُرّة، وللقول الأخير حكاية، اذ كان أحد الرجال متزوجاً منذ فترة، وكانت زوجته عاقرا، فلم تنجب له كحلمه لا ولدا ولا بنتا، وحينما تبينت انها عاقر، وانها لا يجب أن ترهن زوجها وتحرمه من الأبوة، ألحت عليه ان يتزوج عليها وينجب الطفل الذي يحلم به، ولكن الزوج رفض معللًا ذلك برغبته في الابتعاد عن مشاكل الغيرة التي تحول حياة الرجل إلى جحيم، ولكن تحت إصرار الزوجة، وافق الزوج مضطراً، وقال لها: «سوف أسافر يا زوجتي، وسأتزوج امرأة غريبة عن هذه المدينة حتى لا تحدث أية مشاكل بينكما».
وعاد الزوج من سفرته إلى بيته ومعه جرة كبيرة من الفخار، قد ألبسها ثياب امرأة وغطاها بعباءة، وخصص لها حجرة وسمح لزوجته أن تراها من بعيد وهي نائمة، وخرج من الغرفة وأخبر زوجته الأولى: «ها أنا قد حققت نصيحتك يا زوجتي العزيزة وتزوجت من هذه الفتاة النائمة، دعيها الليلة تنام لترتاح من عناء السفر وغداً أقدمك إليها»، وعندما عاد الزوج من عمله، وجد زوجته تبكي فسألها عن السبب فأجابته: «إن امرأتك التي جئت بها شتمتني وأهانتني وأنا لن أصبر على هذه الإهانة»!
تعجب الزوج ثم قال: «أنا لن أرضى بإهانة زوجتي العزيزة وسترين بعينك ما سأفعله بها»، وأمسك عصا غليظة وضرب الضرة الفخارية على رأسها وجانبيها فتهشمت، واكتشفت الزوجة الحقيقة، وقالت: «لا تلمني يا زوجي الحبيب، فالضرة مرّة ولو كانت جرة».
ولكن على العكس من ذلك صرنا الآن نرى حالات تدحض تلك الامثال التي ترتاب في العلاقة بين الزوجة وضرتها، فحدث في صعيد مصر أن زوجة مريضة بمرض عضال قررت ان تزوج زوجها، ليكون أبا لاطفال تعذر عليها إنجابهم له، وحينما سئلت عن تفسير لهذا السلوك الغريب، قالت انها تحب زوجها، ولأنها تحبه فإنها تنشد له السعادة، فالمحبة ليست احتكارا، ولا تعرف الانانية، وانها ستشعر بسعادة حينما ترى زوجها أبا سعيدا.
وايضا تناقلت مؤخرا صحف عربية واجنبية قصة في السياق ذاته ففي عام 2015، فقد شعرت آمي كروز روزنثال، والتي تعمل كاتبة، بآلام مبرحة في المعدة سببها ورم سرطاني على المبيض.
بعد تشخيص المرض، لم تفقد «روزنثال» رغبتها في الحياة بعد أن أخبرها الأطباء بأن أمامها أياما معدودة، بل وضعت قائمة ببعض الأشياء التي تود تحقيقها قبل موتها، وخططت لزوجها بعد مفارقتها الحياة، وبدأت تبحث له عن شريكة حياة تكون زوجة بديلة لها، تعيش معه قصة حب بعد رحيلها.
وهذه القصص تحدثنا عن تضحيات زوجات فاضلات، ولكن التضحية ليست نسائية دائما، غير ان المساحة لا تتسع لسرد تضحيات أزواج عظام من اجل زوجاتهم.

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
14/03/2017
3451