+ A
A -
بقي الأزهر الشريف وحديثا الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وجامعة الإمام في الرياض وجامع الزيتونة في تونس وغيرها من حواضر التعليم السنية هي اللاعب الأساسي في الحفاظ على تواجد السنة وانتشارهم عبر العالم من خلال المنح الدراسية التي كانت تمنح لأبناء السنة في الدول الإفريقية والآسيوية بشكل خاص ثم الدول الأخرى التي كانت توجد بها أقليات مسلمة، لكن تدمير دور الأزهر والجامعات الأخرى بدأ مبكرا وتمكن شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي أن يقضي على الأزهر ودوره بشكل أساسي خلال فترة رئاسته، حيث نقل عنه عدة مرات أنه قال إنه «آخر شيخ للأزهر» أي أن الأزهر سيموت بعده.
ثم جاء من بعده شيخ الأزهر الحالي فأجهز على ما بقي وبعد تصنيفات الإرهاب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر تركت الدول السنية الرئيسية كل الساحات الشاسعة في إفريقيا ودول آسيا الوسطى المسلمة ودول جنوب شرق آسيا للإيرانيين يعبثون بها وبشعوبها ويقومون من خلال خطة مدروسة باستيعاب كل هؤلاء الذين تخلى عنهم الأزهر والجامعات الأخرى في جامعات «قم» ليدرسوا التشيع ويصبحوا بعد ذلك دعاة للتشيع بعد عودتهم إلى بلادهم.
ونجحت الخطة إلى حد كبير في غفلة كبيرة من أهل السنة، فأصبح هناك آلاف الدعاة من أبناء السنة المتشيعين يدعون إلى التشيع في بلادهم، فبدأ التشيع ينتشر في إفريقيا ودول جنوب شرق آسيا ودول آسيا الوسطى، وأصبحت دول لم يكن فيها شيعي واحد مثل الجزائر ومصر وإندونيسا والسودان ونيجيريا وغيرها تنتشر فيها الحسينيات. أما في الخليج فقد قويت شوكتهم وأصبحوا يهددون بقاء دول مثل البحرين والكويت، ثم ازداد الأمر وضوحا حينما أعلن ساسة إيران أن العاصمة العربية الرابعة سقطت في أيدي الشيعة وذلك بعد استيلاء الحوثيين على صنعاء. لو أنفق الإيرانيون مليارات الدولارات حتى يطلبوا من أهل السنة أن يتشيعوا ما استجاب لهم أحد، فقد قامت الدولة الصفوية بإعدام وتهجير مئات الآلاف من أهل السنة طوال القرون الماضية، ومازالوا، ومارسوا ضدهم أبشع أنواع التعذيب حتى يتحولوا للتشيع ما أفلحوا، لذلك استغلوا غفلة الدول السنية وإهمالها للبعثات التعليمية لأبناء السنة من الدول الإفريقية والآسيوية ففتحوا لهم أبواب جامعاتهم في إيران وحولوهم بسهولة إلى دعاة لهم ولمذهبهم المليء بالمخالفات والشهوات، ففتنوا الناس في دينهم، وعلاوة علي ذلك فقد كانت السفارات والمراكز الثقافية الإيرانية مراكز لنشر التشيع في معظم الدول الإسلامية واستغلت إيران في ذلك الدخول في علاقات تجارية وشخصية مع كبار السياسيين الفاسدين حتى يغضوا النظر عن نشاطهم وتحركاتهم وهذا ما حدث في إندونيسيا ودول إفريقية كثيرة.
الدولة الوحيدة التي انتبهت مؤخرا لهذا المخطط وإن كان متأخرا هي تركيا، فقد أعلن وقف الديانة التركي التابع لرئاسة الشؤون الدينية في الأسبوع الماضي عن فتح باب القبول للطلبة المسلمين للتسجيل في المنح الدراسية، لكن للأسف العدد محدود للغاية مقارنة بالأعداد الكبيرة التي تسافر إلى إيران، لذلك إن لم يعد دور الأزهر والجامعات السعودية والزيتونة وغيرها من الجامعات الإسلامية العريقة لتستوعب أبناء السنة فإن التشيع سوف يغزو ما بقي من الدول الأخرى، ولاعزاء للسنة إن لم يتحركوا لذلك.
بقلم : أحمد منصور
copy short url   نسخ
13/03/2017
56574