+ A
A -

توقف المفسرون القدماء عند قول الله سبحانه وتعالى «وفي أنفسكم أفلا تبصرون» في الآية 21 من سورة الذاريات، وتوقفوا عند إرادة الله في خلق الإنسان الكائن العاقل بقدرات تجعله يدرك، ويتحرك، ويعمل، وينفعل، ويشعر، ولم يكتمل التفسير إلا بعد قرون بعد التقدم العلمي في علوم الكيمياء الحيوية، ووظائف الأعضاء، والتشريح وغيرها من العلوم الحديثة التي كشفت جانبا من معجزات الخالق التي تتجلى في الإنسان ومازال العلماء يواصلون البحث لمعرفة المزيد عن معجزات لم تكتشف بعد.
ومن أمثلة الحقائق العلمية عن تكوين دم الإنسان أن نقطة واحدة من الدم تحتوي على خمسة ملايين من كرات الدم الحمراء، وهذه الكرات تحمل الأكسجين وفيها الهيموجلوبين (والهيموجلوبين صبغة حمراء فيها مادة الحديد) وتصل كرات الدم الحمراء إلى كل خلية وكل نسيج وكل عضو في الجسم لتمده بالحياة والحيوية، وكل كرة من هذه الكرات لها عمر يبلغ في المتوسط 120 يوما. وقد حاول العلماء أن يحسبوا طول الرحلة التي تقطعها كرات الدم الحمراء في شرايين وأوردة الجسم فوجدوا أنها تقطع مسافة 1150 كيلومترا في المتوسط. أليست هذه معجزة داخل الإنسان لا يراها ولا يشعر بها؟
واكتشف العلماء أن الجلد الذي يغطي كل أجزاء الجسم هو معجزة في تكوينه وفي قيامه بعدة وظائف حيوية لحفظ الإنسان، فالجلد هو جهاز استشعار للحرارة والبرودة في الجو المحيط بالجسم لحماية الإنسان، والجلد هو مصدر الإحساس وهذا ما جعل العلماء يدركون لماذا قال الله عن عذاب الكافرين في نار جهنم «كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب» النساء الآية 56. وذلك لأن احتراق الجلد يجعل الإنسان يفقد الإحساس بالعذاب بالنار فثبت لهم أن تحت الجلد مكيفات للحرارة هي غدد العرق ففي حالة ارتفاع حرارة الجو أو ارتفاع حرارة الجسم تفرز هذه الغدد العرق الذي يتبخر فيؤدي إلى خفض درجة حرارة الجسم.. وحكمة الله أن في كل سنتيمتر مربع من الجلد يوجد ثلاثة آلاف من هذه المسام التي تسمح بخروج العرق. وبالإضافة إلى ذلك اكتشف العلماء أن الجلد هو خط الدفاع الأول ضد الميكروبات التي يتعرض لها الجسم.
والأذن جهاز مذهل لأن السمع هو الحاسة الوحيدة التي لا تنام أثناء نوم الجسم. وذلك لحمايته من المخاطر وقت حدوثها.
والقلب، ذلك الجزء الذي لا يزيد حجمه على قبضة اليد هو الذي يتوقف عليه حياة الإنسان، فالقلب ينبض في اليوم ما يزيد على مائة ألف مرة بدون كلل، ولو توقف يموت الإنسان. كل ذلك مع أن وزن القلب لا يزيد على 312 جراما ولكنه يقوم بعمل يحتاج إلى معمل فيه مئات الآلات تحتاج إلى آلاف الأمتار المربعة، ولكن العلم استطاع أن يصنع القلب الصناعي وبحجم صندوق كبير ولا يمكن أن يعيش به الإنسان لسنوات. وحركة الدم من القلب إلى سائر أعضاء الجسم مذهلة.
هذه مجرد أمثلة.. وقل مثل ذلك وأكثر عن العين والمخ والأنف والفم والأسنان واللسان والمعدة والأمعاء وحركة الطعام.
بقلم : رجب البنا
copy short url   نسخ
11/03/2017
20967