+ A
A -
تقوم المستشارة الألمانية الدكتورة «إنجيلا ميركل» بزيارةٍ لأنقرة، على رأس وفدٍ أوروبيٍّ، وهي تحمل غصناً أخضر، استرضاءً لتركية، في موقف الجانبين، تجاه مسألة اللاجئين، ومقلِّلةً من نغمة الانتقادات، الموجّهة للحكومة التركية حول سجلِّها في مسألة حقوق الإنسان.

تأتي هذه الخطوة في وقتٍ تشير فيه الأنباء إلى تفاقم أزمة اللاجئين على الحدود الجنوبية لتركية، حيث يحاول نحو مائة ألف سوريٍّ التوجّه إلى تركية، فراراً من سعير القتال على أراضيهم..وتأتي -كذلك- عقب التوقيع على اتفاقٍ بين أنقرة، والاتحاد الأوروبي، حول قضية اللاجئين،قيل، إنه يتوافق تماماً مع مبادئ القانون الدولي، إلا أن ناشطين في حقوق الإنسان، يروْن أن الإتفاق لا يراعي ظروف اللاجئين المحاصرين الذين يعانون ظروفاً صعبةً غير إنسانيةٍ، وغير شرعية.

ويبدو أن قضية اللاجئين هذه عصيةٌ على الحل، وذلك،من خلال الأرقام التي نطالعها عن أولئك الذين يكابدون مخاطر الإبحار غير الآمن إلى الشواطئ التركية واليونانية، وقواعد الإتفاق المعقود بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة بصددهم.. وتقول مصادر الاتحاد الأوروبي إن من بين نتائج الإتفاق تضاؤل أعداد اللاجئين الذين يعبرون الحدود من تركية إلى اليونان،منذ فبراير الماضي، وزيادة الضغط على نحو مائةٍ وثمانين ألف لاجئٍ وصلوا إلى بلدان البلقان هذا العام..

ويسعى الاتحاد الأوروبي للتوصّل إلى صيغةٍ مرضيةٍ تكون تركية فيها بمثابة منطقةٍ عازلةٍ، تستوعب تدفّق اللاجئين، حيث إنها تؤوي حالياً نحو مليونين وسبعمائة ألف لاجئٍ سوريٍّ، مقابل الحصول على ستة بلايين دولار كمساعدةٍ لها في مجابهة الأزمة (وهومبلغٌ يوازي ضعف ما قبل الاتحاد الأوروبي دفعه)،جنباً إلى جنبٍ مع تسهيل إجراءات دخول المواطنين الأتراك لبلدانه، وإحياء مسألة انضمام تركية إليه. ويضمن الإتفاق عدم اللجوء إلى أي نوعٍ من أنواع الإبعاد الجماعي، ويضمن -كذلك- حرية جميع اللاجئين، وعدم إجبارهم على العودة إلى الأراضي التي غادروها، في إجراءٍ ضروريٍّ لإنهاء مأساتهم.

ولا يساورنا أي شكٍ في إمكان نجاح مهمة الدكتورة ميركل، إذا أخذت في الاعتبار مأساة اللاجئين العالقين على الحدود اليونانية، مع مقدونيا..مثلاً،ورغبة آلاف اللاجئين الآخرين الذين غادرو بلدانهم سعياً لعيشٍ كريمٍ، وحياةٍ آمنةٍ، من القتل والترويع..

ما زلت أعني:

سكنت إلى الصوتِ الرخيمِ مسامعٌ...

وتمايلت من رَجعها الأطيارُ

واهتزّت الأغصان من ترجيعها...

وصغا إليها بلبلٌ وهَزارُ.

بقلم : حسن شكري فلفل

copy short url   نسخ
22/04/2016
916