+ A
A -
يثير الكاتب الأميركي «توماس فريدمان» التساؤل حول دور الولايات المتحدة الأميركية خلال العقديْن الماضييْن، ويناقش في مقالةٍ نشرها في صحيفة «نيويورك تايمز» يوم أول أمسٍ الأربعاء الموافق للسادس من إبريل الجاري، كتاباً بعنوان: «مهمةٌ فاشلةٌ»صدر أخيراً للبروفيسور «مايكل مانديلبوم»، يصفه فريدمان بأنه من أفضل الكتب التي تحدثت عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة أخيراً..

وينسب فريدمان إلى الكتاب القول:إن العقديْن الأخيريْن في السياسة الخارجية الأميركية كانا ضلالاً، وتزييفاً، وانحرافاً..وهما يشكّلان حقبةً أصبحت الولايات المتحدة فيها، أكثر قوةً من أيّ خِصمٍ لها، وأنها «ثَمِلت» بالنصر في مجال الجيوبوليتيكا، لدرجة أنها لم تكتفِ بدور الشرطي وحسب، بل تعدّته إلى دور المصلح الاجتماعي الذي يرسم، ويخطط، وينفّذ شكل الدول في الخارج.

ويحدد الكتاب هذه الحقبة بقرار حكومة بوش الأب العام 1991 بالتدخل في العراق، وإعلان شماله منطقةً محظورة الطيران، ومروراً بالعمليات الأميركية في الصومال، وهاييتي، والبوسنة، وكوسوفو، والعراق،وأفغانستان، وصولاً إلى التدخل في سياسة حقوق الإنسان في الصين، وتوجّه روسية نحو إرساء الديمقراطية، وتوسّع حلف شمال الأطلسي، وعملية السلام بين الفلسطينيين، وإسرائيل.

ويشير فريدمان إلى ملاحظةٍ أوردها مايكل مانديلبوم في كتابه تقول:»إن الولايات المتحدة أصبحت بعد الحرب الباردة كالرجل بالغ الثراء، فقد تركت مملكة «الضرورة» التي ورثتها خلال تلك الحقبة، ودخلت في عالم «الاختيار»، وهو إعادة تشكيل أقطارٍ أخرى».،، ولعلّ هذه الملاحظة تعيدنا إلى كتاب ثعلب السياسة الأميركية «هنري كيسينجر» الصادر في نهاية الستينيات من القرن الماضي، بعنوان «ضرورة الاختيار»، ما يعني أن راسمي السياسة الخارجية لواشنطون، خلال الحرب الباردة، كانوا يتّجهون نحو آفاقٍ جديدةٍ لهذه السياسة تعقب تلك الحقبة، وتعتمد سياسة «الاختيار»..

ولا نسترسل في التركيز على ما ورد في كتاب البروفيسور مانديلبوم، ولكننا نعتقد أن أهميته تكمن في أن راسمي السياسات المستقبلية في دوائر صنع القرار في بلدٍ كالولايات المتحدة، لا يُغفلون دور مراكز الأبحاث، وراصدي الأحداث، وحركة التاريخ، خارج حدود الولايات المتحدة الأميركية..ولعلّ هذا الكتاب يكون في صدر اهتمامات الساكن الجديد للبيت الأبيض..

آخر سطر:

ماضيَّ؟ ما ماضيَّ غيرُ حكايةٍ...لولاكِ لم يكُ للحكايةِ آخرُ

لا تسأليني:كم عشقت؟ فإنني.....كان الهوى روضي، وقلبي طائرُ

(صالح جودت) من شعراء مدرسة أبوللو الشعرية.



بقلم : حسن شكري فلفل

copy short url   نسخ
08/04/2016
1091