+ A
A -
شهدت الحدود بين اليونان،ومقدونيا يوم الإثنين الماضي، تدفّق آلاف اللاجئين الذين يسعون للعبور في طريقهم إلى ألمانيا،طلباً لحق اللجوء السياسي،أو الاستمتاع بحياةٍ آمنةٍ بعيدةٍ عن مهالك الحروب،وسوء الأحوال الاقتصادية..

كان هذا التدفق مشهداً،قد يتكرر في الأشهر القليلة القادمة،في ضوء القرار الذي اتخذته النمسا،وتسع دولٍ أوروبيةٍ أخرى،قبل أقل من أسبوعٍ،بخطواتٍ للحد من تدفق اللاجئين الموجودين في اليونان،إلى ألمانيا،والدول الأوروبية الأخرى الأكثر أمناً..

هؤلاء اللاجئون المتسبّبون في أزمةٍ جديدةٍ في الاتحاد الأوروبي،عبروا إلى تركية واليونان،فراراً من الحروب الدائرة في سورية،والعراق،وأفغانستان،وسوء الأحوال الاقتصادية في بلدانٍ في الشرق الأوسط،والقارة الإفريقية..وهم-وفق ما تذكر التقارير-يتخذون من دول البلقان معبراً إلى الدول الأوروبية الأكثر غنىً وأمناً،وبخاصةٍ ألمانيا،التي رحّبت مستشارتها «انجيلا ميركل» بمن وصفتهم باللاجئين الشرعيين،وبخاصة القادمين من سورية،وهو ترحيبٌ لم يلقَ تجاوباً في الداخل الألماني،أو من قِبَل شركائها في الاتحاد الأوروبي..وليس واضحاً ما إذا كان زعماء الاتحاد سيتوصّلون إلى تفاهمٍ بهذا الخصوص قبيل الربيع القادم.

تقول التقارير:إن اللاجئين المقيمين على الحدود بين اليونان ومقدونيا بلغ عددهم زهاء سبعة آلاف شخص،وإن مثلهم -أو يزيد- يقيمون في العاصمة اليونانية أثينا،وهم يحتاجون مساعداتٍ اجتماعية،وخدماتٍ صحية،تنوء اليونان بأعبائها،وبخاصة،وأنها تحت ضغوطٍ بسبب الانحسار الاقتصادي الصعب الذي تعيشه،والموازنة التقشفية المالية المفروضة عليها من قِبَل الاتحاد الأوروبي..ولا تبدو في الأفق أية استجابةٍ،داخل الاتحاد لجهود المستشارة الألمانية ميركل لمساعدة الحكومة اليونانية في تخطّي هذه الأزمة الجديدة،التي يقال:إنها سوف تتفاقم مع تحسّن الأحوال الجوية وميل الطقس للدفء،،وسهولة العبور من تركية لليونان التي أصبحت، في الحقيقة،مركزاً ضخماً للاجئين..

لا شك أن أزمة اللاجئين هذه قابلةٌ للتفاقم،وبخاصةٍ،ونحن نقرأ في فضاءاتٍ أخرى،تصريحاتٍ لمسؤولين أميركيين،تفيد باستمرار العمليات العسكرية في العراق،لأشهرٍ قادمةٍ أخرى،مما يعني أن حل أزمة اللاجئين المتصاعدة،تأتي في إطار التجديف في مياهٍ ضحلةٍ..

بقلم : حسن شكري فلفل

copy short url   نسخ
04/03/2016
815