+ A
A -
تعلم البساطة.. والبساطة- كما قال الأديب السوداني الطيب صالح- هي كل أملنا في الخلاص.
الحياة، بسيطة.. والبساطة هي كل أملنا في التخلص من تعقيداتها.. تلك التي نتوهمها!
«الشجرة تنمو ببساطة. وجدك عاش وسيموت بمنتهى البساطة. البساطة هي كل أملنا في الخلاص»
ما بين الهلالين، في رواية الطيب صالح- موسم الهجرة إلى الشمال- على لسان مصطفى سعيد للراوي.
نعم. انظر يا صاحبي، إلى الشجرة- أي شجرة- واستلهم منها معنى أن تنمو ببساطة.. وتموت ببساطة.. وانظر إلى أجدادك- جدا من وراء جد- واستلهم منهم بساطة العيش، والبكية، والضحكة، ومعنى العشرة، والتفرس في الحياة نفسها.. وفي الموت، والمصير!
الذين يعقدون بساطة الحياة، هُم من هم إلى هم... وهُم في همومهم، في كل يوم من حياتهم، يُرذلون!
هُم، في همهم، لا يذوقون طعما لهذه الحياة، ولا يشمون رائحتها، ولا يتنكهون نكهتها!
ما أطيب طعمها، يا صحاب..
وأطيب رائحتها، وما أجمل نكهتها.. تلك البسيطة، لو أخذناها- هكذا- بكل تلكم البساطة.
الحياة، في دواخلنا، قبل أن تكون في الخارج.
في عقولنا، ووجداننا، وأخيلتنا، وفي ضمائرنا..
انظر إلى الحياة- بهذا الفهم- واسبغها على الحياة، في مفهومها الشائع، تصير الأخيرة، جديرة بأن تعاش!
ما أوسع العيش، لكن ما أضيق فهمنا لهذه السعة!
وسع فهمك للحياة، يتسع عيشك، ولو كان كفافا.. وحين يتسع عيشك، لا ينشغل فكرك، على الإطلاق!
آفة الحياة، هي في تفكيرنا- هذا القاصر- عن العيش..
لو انتبهنا إلى أن العيش كله، ليس منا- وإنما هو من الرب- لاستقام تفكيرنا، وحين يستقيم التفكير بهذا الفهم، يأخذ شكل التوكل المطلق على الرب.. وتلك أعلى مراتب فهم الأرزاق!
«في السماء، رزقكم.. وماتوعدون»..
اقرأوا، هذه الآية الكريمة، بقلب سليم، ودعوا الخوف على الأرزاق، وانظروا مرة أخرى، إلى الشجرة.. تلك الشجرة!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
05/03/2017
2653