+ A
A -
أمس وأنا أقود سيارتي في الشارع وأستمع للـ بي بي سي الإذاعية سمعت مسؤولا نفطيا عراقيا يقول:
سنزود مصر بكل النفط الذي تحتاجه، والزائد منه عن حاجتها يمكنها أن تبيعه، وذلك من خلال تفاهم اقتصادي بين البلدين، وبتسهيلات دفع كبيرة وبأسعار رخيصة، وبأجل مؤجل!
وأنا أستمع لهذا المسؤول العراقي تخيلت أن أحد العراقيين المساكين يسمعه معي الآن، ثم يدخل بنوبة لطم على حظه العاثر.
الحكومة العراقية تهدي النفط العراقي بطريقة تشبه المجان؟
أفهم أن تفعل ذلك دول لديها فائض مادي ونفطي.
لكن أن يفعله العراق؟
العراقي لا يشم رائحة الكهرباء إلا 45 دقيقة يوميا، وهذا حال المرفه منهم، أما المواطن العادي فهو يعيش على مولدات الكهرباء التي يسحب بنزينها على عربة حمار من المحطة إلى بيته بشكل يومي.
العراقي لا يزال يبحث عن ترميم سطح بيته الذي يشكل مشخلا للأمطار، يصفيها ثم يصبها على رؤوس أبنائه النائمين.
العراقي يبحث عن لقمة العيش التي تسد رمقه بـ «التمن» من غير سوس، يحلم بالكباب العراقي الذي سمع عنه، يحلم بالمسقوف على ضفـــاف دجلة، الذي مات ولم يجربه.
ياالله أيها المسؤول النفطي العراقي!!
تبيعون نفط العراق بسعر مخفض ودفع مؤجل، والدفع المؤجل بالطبع يكون تحت بند:
إلى حين ميسرة.
وبالنسبة لحالة مصر الاقتصادية الآن فالميسرة هذه لن يكون حينها بعد سنة أو سنتين، أو جيل أو جيلين..
الميسرة هذه قد تأتي في القرن الرابع والعشرين، فليبق حيا هذا المسؤول النفطي العراقي إلى ذلك الزمان من أجل أن تحين لحظة تلك الميسرة.

بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
01/03/2017
1840