+ A
A -
في العشر سنوات الماضية وصلت إيران لعنفوان سيطرتها على المنطقة، وبدأت تحصد ثمار عملها المضني نحو تصدير الثورة، وكانت مرحلتها الذهبية هي وصول أوباما لحكم أميركا.
سيطرت على العراق تماما، وعلى سوريا وعلى اليمن وعلى لبنان وصار لها طابور خامس في عدة دول أخرى، وكادت أن تحقق حلم زعيمها التاريخي الخميني بتصدير الثورة.
وكان كل شيء يسير في صالح إيران بامتياز.
سقوط طالبان، إعدام صدام وانتهاء حزب البعث، التحكم في العراق القوة العربية الأهم، ضعف مصر، السيطرة على القرار في لبنان، واتفاق المصالح مع روسيا، والدعم الأميركي المنقطع النظير «عصر أوبوما» وتضعضع حكم أردوغان.
كان كل شيء يسير في الاتجاه الصحيح.. لكن الوضع انقلب في اللحظات الأخيرة.
ذهب أوباما الحليف الأهم والداعم الأعظم لإيران.
مجيء ترامب الذي يرى أن إيران هي الراعي الأول للإرهاب في العالم.
تغير موقف روسيا من إيران واتجاهها إلى تركيا.
وجود أردوعان وتثبيت حكمه بشكل أكبر.
الدبلوماسية السعودية التي صبرت على استفزازات إيران كل تلك المرحلة بانتظار الرد في اللحظة المناسبة والتي جاءت الآن.
وها هو وزير الخارجية السعودي يزور العراق لأول مرة، ويلتقي برئيس الوزراء العراقي ويبلغه الخريطة الجديدة للمنطقة، والتي بالتأكيد لا تشمل أبدا بقاء سيطرة إيران على العراق، وتقليم دور المالكي الذي يحكم من خلف الستارة.
الحوثيون تم إبلاغهم بشكل غير رسمي من قبل إيران بأن الدعم الإيراني سيقل بشكل تدريجي إلى أن يختفي.
وهذا ما سيجعل الحوثيين في الأيام القادمة يستميتون على الحل السياسي.
إيران الآن في حالة تراجع سريع، وانحسار مدها المفاجئ قد يربك انسحابها ولا يترك لها فرصة الانسحاب التكتيكي.
الظروف مثلما تخدمك أحيانا، تخونك أحيانا أخرى.
بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
27/02/2017
1270