+ A
A -
هل هو استشهادي أم انتحاري؟
يفعل ما يفعل، وهو على إيمان أن مصيره الجنة.. وهو عند غيره مجرد قاتل بالجملة، مفقوء العينين، لا يستبين وزر ما فعل إلا في يوم الدين!
هل مر في عقل من يقتل بالجملة، طالبا الجنة، أن الطريق إلى الجحيم قد يكون مفروشا- أحيانا- بالنوايا الطيبة؟
من يقتل، ولا يستبين الأبرياء، منزوع العقل. لو تمهل قليلا قبل أن يفجر ذاته، ويفجر الآخرين، واسترد عقله، لما كان قد تورط في ما تورط فيه، من إثم غليظ.
هذا ما يقول به أهل العقل..
وهذا ما يقول به فقهاء..
وهذا ما يقول به أحباب الحياة: الحياة لهم.. والحياة للآخرين، معا.
تختلف التسمية، باختلاف الفريقين: هو استشهادي. لا بل هو انتحاري!
..... وهكذا يظل الاختلاف قائما.. وتظل التفجيرات التي تنهي حياة الكثيربن، بالجملة..
وهكذا، يستمر التهليل، من فريق.. ويستمطر الفريق الثاني اللعنات، على «تجار الموت بالجملة».
الظاهرة، تشغل الآن العقل الإنساني: كيف لامرئ أن يسلم عقله إلى درجة قتل ذاته، وقتل الآخرين بالجملة.. والعقل- عقله- هو أكرم ما فيه، بعد القلب الذي يفترض أن يكون سليما، في الأساس؟
الظاهرة، مروعة..
والحديث عنها لا ينتهي.
ما هو مؤسف أنها ستستمر، طالما أن في هذه الدنيا من هي مهنته غسل العقول.
جملة للكاتب العميق الرطيان، تقول- ما معناه- هنالك غسيل قذر.
جملة الرطيان.. وقفت عندها كثيرا، وأنا أنظر في الذين يغسلون أدمغة البشر!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
26/02/2017
1631