+ A
A -
استعصت حلا، على اثنين: الغاني.. وقور الصوت كوفي أنان.. والجزائري الأشيب: الأخضر الإبراهيمي.
هي هكذا.. الأزمة السورية، تتعب الوسطاء، ثم.. تضعهم أخيرا، على الرف!
أتساءل عن مصير الرجل الهجين ستافان دي ميستورا، الدبلوماسي الذي ارتبط اسمه بالملفات شديدة الحساسية، وهو الآن يمسك بأصعب الملفات في تاريخه مع الأزمات الشائكة.
يقول عن نفسه، بسبع لغات: أنا مصاب بمرض التفاؤل المزمن!
بالطبع من حق ميستورا أن يتفاءل، مثله مثل أي إنسان آخر.. لكن يقفز السؤال: هل بالتفاؤل وحده، يمكن حلحلة الأزمة التي أكلت أنان والإبراهيمي؟
الرجل الهجين- من أب إيطالي وأم سويدية- يقرن تفاؤله المرضي المزمن، بدبلوماسية المورنة.. ودبلوماسية الحضور في قلب الحدث.. والدبلوماسية الأخيرة جسدها حضور في حلب الدم والموت الجماعي، والخراب.
يتحدث العربية، كما تتحدثها أنت، ويمكنه أن يصحح لك أخطاء، لكن العربية كلغة تواصل، وفهم وإفهام، تلك التي يتكلمها الإبراهيمي، وعجزت أخيرا أن توصله إلى الحل مع كل دبلوماسيته العريقة، في إطفاء النيران، هل يمكن أن توصل رجل المهمات شديدة الحساسية: ميستورا؟
الساحة الروسية، مثلما هي تباين أسلحة ونيران، هي تباين ألسنة. ألسنة منها ما هو عربي فصيح ودارجي.. ومنها ما هو فارسي وروسي وتركي وأفغاني وباكستاني، ومنها ما هو من ألسنة أدغال الفلبين.. وأحراش إفريقيا.
تباينت النيران، وتشابكت.. وكذا الألسنة، فبأي لسان من ألسنته السبعة، يمكن للدبلوماسي المتفائل، يمكن أن يحل الأزمة.. هذا إذا ما كانت النيران، يمكن أن تطفأ- أصلا- بلسان.. مجرد لسان دبلوماسي هجين؟!
ثلاث سنوات، وميستورا، من مفاوضات لمفاوضات، يحاول ما استطاع أن يسجل اختراقا، تسير به الصحف مانشيتات في اليوم التالي، ولكن في كل مرة يصطدم بمثل ما اصطدم به الغيني والجزائري.. وربما اصطدم بما هو أكثر إعاقة، والأزمة السورية هي في الأساس من معوق إلى معوق أكثر شراسة للوسطاء!
لست متشائما.. لكن مصير الرجل الذي قال عن نفسه إنه مصاب بمرض التفاؤل المزمن سيصير مثل مصير أنان والإبراهيمي.
يومذاك، سيشفى ميستورا من مرضه القديم.
التشاؤم حين يبدأ، يصير مرضا. وحين يستمر، يصبح مزمنا.. تماما مثل التفاؤل..
سلوا أنان.. والإبراهيمي.. وأرجئوا السؤال قليلا، للرجل الذي سيعرف التشاؤم للمرة الأولى، في مساعيه لحلحلة الأزمات!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
23/02/2017
1245