+ A
A -
تعرضت مقاطعة «نوفاسكوشيا» الكندية، حيث أقيم في الأسبوع الماضي إلى واحدةٍ من أعتى العواصف الثلجية التي شهدتها خلال إقامتي هنا منذ نيِّفٍ واثنين وعشرين عاماً.
وفي أحد أحياء ضاحية بيدفورد الهادئة كانت الطريق الفرعية لم تُجرَّف بعد واختار نازحٌ جديدٌ أن يركن سيارته عند منعطفٍ إلى مركز الحي THE COURT وهو بهذا التصرف الأحمق منع المرور من وإلى «الكورت».
تمكنت بقدرة قادرٍ من الخروج من هذا الإغلاق الذي لم أعهده طوال السنوات الماضيات وفي العودة كانت كثبان الثلج قد بدأت في الذوبان وأصبح الثلج خفيفاً لزجاً SLUSH لا يسمح لإطارات السيارات أن تتخطاه.
- لا حول ولا قوة إلا بالله! من ذا الغبي الذي سمح لنفسه بإعاقة المرور في بلدٍ يحترم القانون وحق الطريق وعابريها.. قلت هذا في نفسي.
نزلت من السيارة، وجدت أن المأزق يتسع كلما زادت المحاولة قرعت جرس البيت الذي تقف السيارة أمامه.. لا مجيب.. وجدت في مدخله جوارف لإزاحة الثلج استخرت الله وأمسكت جاروفاً واتجهت إلى الطريق لتجريف ما يعوق السيارة وأنا الذي لا يجرف ما يتراكم في مدخل بيته، بل تقوم شركةٌ متخصصةٌ بذلك.. خرج من البيت المجاور شابٌّ آسيويٌّ وجدني على هذه الحال..
ما في مشكلة رفيك؟
صرخت في وجهه غير متمالكٍ نفسي:
- بل كل المشاكل وأكملت بالإنجليزية معرِّفاً إياه بخطئه الذي يذهب إلى حد الإجرام، ردّ معتذراً:
- أنا قاطنٌ جديدٌ من «تورونتو».
- عذرٌ أقبح من ذنبٍ، وهل تورونتو تقع في بوركينا فاسو؟ هي في كندا التي يحكمها قانونٌ واحدٌ، خذ الجاروف، وتعال جرّف الثلج، واذهب بسيارتك، وأوقفها في البراح الواسع، وأعطِ الطريق حقّه.
قسوت على الآسيوي القادم من إحدى بلداننا العربية، والذي يجهل أن كندا يحكمها قانونٌ واحدٌ.. في البيت، وعلى مائدة الإفطار، عاتبتني رفيقة العمر:
- ما كانش حقك تكلمه بهذه العصبية.
-صحيح، وسأعتذر له.
بمناسبة فالانتاين ويوم الحب:
نطق الحبُّ، فاستحال نداءَ...كلُّ همسٍ للعاشقين تراءى
أين مني تلك التي منحتني...همسةً لم تزلْ عذراءَ.

بقلم : حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
17/02/2017
4091