+ A
A -
عندما يرى هذا العمود النور سيكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأكثر عنصرية في تاريخ الدولة العبرية على بعد ساعات من دخول البيت الابيض للاجتماع بالرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب مالئ الدنيا وشاغل الناس بتصريحاته النارية وأفكاره القريبة جدا من افكار نتانياهو.
بالتأكيد سيحدث الأخير، ساكن البيت الابيض الجديد عن «الإرهاب الإسلامي المتطرف» وعن «إرهاب حماس» وعن حق إسرائيل التوراتي في ارض الميعاد، ولعله سيقول له انه – أي ترامب – امام فرصة تاريخية لتحقيق وعد الرب في ارض الميعاد وانهاء حلم الفلسطينيين في دولتهم مرة واحدة والى الابد، ويمكن عندها ترحيل معظم الفلسطينيين إلى الدول العربية الاخرى، ففي نهاية المطاف وبالمنظور العنصري لا يختلف زيد كثيرا عن عبيد و«عنبر أخو بلال»!
خلال الأيام الماضية بدأت بعض رموز اليمين الاميركي المتصهين ممن يعتقدون أن فوز ترامب هو فرصة تاريخية لن تتكرر بالترويج لـ 3 أفكار أساسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات السياسية بل وحتى عبر وسائل الاعلام اليمينية.
تقول هذه الأفكار الثلاث باختصار انه لا يوجد شريك فلسطيني حقيقي لتحقيق السلام باعتبار حماس حركة إرهابية والسلطة الفلسطينية كيانا فاسدا بيروقراطيا لا أمل فيه، وانه حتى لو رغبت إسرائيل في عقد اتفاق سلام فانه قد يستحيل جمع الجانبين في غزة والصفة الغربية على رأي واحد وقرار واحد يفضي إلى اتفاق قابل للحياة.
الفكرة الثانية التي يتم الترويج لها على نطاق واسع تتمحور حول كون القدس الشرقية وما حولها جزءا لا يتجزأ من القدس الكبرى عاصمة إسرائيل الأبدية، وانه لو قامت دولة فلسطينية في المستقبل فلا يجب أن يكون لها أي تماس مع القدس ومحيطها والمستوطنات التي تطوقها من جميع الجهات.
أما الفكرة الثالثة الأكثر خطورة والتي ما تلبث أن تضمحل حتى تعود للحياة فتتحدث عن أن القيام بعمليات تهجير جماعي للفلسطينيين إلى الدول المجاورة قد يكون افضل حل للصراع العربي- الإسرائيلي وانه حتى لو انطوى على ممارسات غير إنسانية وايذاء جسدي فإن منافعه على المدى الطويل اكبر بكثير من مساوئه لأنه يستحيل عمليا أن يتعايش اليهود والعرب ضمن هذه الرقعة الجغرافية الصغيرة.
المذهل انه عند البحث بتعمق ستجد خططا موضوعة منذ سنوات ومراحل معدة سلفا لتنفيذ «الترانسفير»، كما ستجد أن من يؤمنون بهذه الفكرة متجذرون في عمق النسيج الاساسي لليمين المتطرف في الغرب واميركا خصوصا.
نتانياهو سيسعى لرسم الحدود النهائية لدولة إسرائيل في عهد ترامب.. اما مدى استعداد ترامب ليكون الرئيس الذي قضى نهائيا على حلم الدولة الفلسطينية فسيتضح بجلاء في الفترة القريبة المقبلة.

بقلم : لؤي قدومي
copy short url   نسخ
15/02/2017
4352