+ A
A -
اسأل أي فلسطيني اليوم عن اكثر ما يشغل باله وسيقول لك انه لم يعد مقبولا ان تستمر فتح وحماس في التعامل بلامبالاة مع هدف التوصل الى مصالحة دائمة تحقق المصالح الفلسطينية على المدى الطويل وتضمن التفرغ لقضايا اهم كثيرا من مكاسب وخسائر هذا الطرف او ذاك.

اليوم ولظروف يعلمها الجميع بات كل شيء على المحك، بدءا من حق الفلسطينيين فيما تبقى من ارضهم التي باتت تقتطع بمئات الدونمات كل يوم وانتهاء بوجودهم كشعب يملك الحق في الحرية والعيش بكرامة مثل سائر خلق الله من عرب وعجم .

ان كل فلسطيني يحلم بأن يعيش في كنف دولته الموعودة ولو ليوم واحد، فالفلسطينيون يوروثون اطفالهم فيما يوروثون احلامهم بالعودة الى ارضهم التي لم يطأها معظهم والاحساس ولو لمرة واحدة بأنهم ينتمون حقا الى مكان ما وليس مجرد خارطة معلقة على الحائط او كوفية او مجسم للقدس .

يجب على اولئك الذين يعتقدون ان هذا الوضع يمكن ان يستمر إلى ما لا نهاية ان يضعوا نصب أعينهم انهم فيما يملكون ترف المناورة وشراء الوقت وهم الذين يعيشون داخل الاراضي الفلسطينية فإن ملايين المنفيين غيرهم بحكم الأمر الواقع لم يعد لهم من أمل إلا ان يتصالح المتخاصمون ويوحدوا رؤيتهم وينتهوا الى استراتيجية واحدة يتعاملون بها مع اعدائهم الذين ان كان يجب ان يتعلموا منهم شيئا فسيكون حتما الاخلاص التام لدولتهم والولاء للمبادئ التي تقوم عليها حتى لو جاء ذلك على حساب مستقبلهم السياسي او مكاسبهم الشخصية الضيقة .

هل يعقل والعالم العربي يموج بالاضطرابات ان يستمر الانقسام كل هذه السنوات ؟ وهل يجوز والدول العربية تنام على حكام وتصحو على حكام غيرهم ان يتعامل الفلسطينيون مع قضيتهم بمنطق من لا يوجد لديه ما يخسر؟

المطلوب الآن دون مواربات ان تتذكر حركة فتح ان احتكارها للعمل السياسي لم يعد مقبولا وترضى بشراكة حقيقة وعملية ديموقراطية وافية الشروط حتى لو ادى ذلك الى خروجها من الحكم الى حين، وفي المقابل يجب على حماس ان تدرك ان النصر الذي حققته في حرب غزة الاخيرة قد يذهب أدراج الرياح اذا لم تعضده عملية ترميم للبيت الداخلي تتضمن الالتزام بكل ما يتم التوافق عليه من قرارات دون زيادة او نقصان .

الفلسطينيون يريدون نهاية هذه الملهاة .. فهل من مجيب ؟!

بقلم : لؤي قدومي

copy short url   نسخ
09/03/2016
2041