+ A
A -
• عندما تنشر الصحف ويتداول الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي قضايا عامة وأهمها قضايا الفساد والاختلاسات والإحالات إلى النيابة العامة والكشف عن المبالغ المختلسة والتحقيق، وكل ما يرافق ذلك الأمر من خفايا وأسرار ومعلومات وأرقام وأسماء، عندما يكون ذلك، يعني أن هناك رقابة ومحاسبة ومساءلة، والأهم الحرص على المال العام وحفظ هذه الأموال وممتلكات الدولة وثروتها من أن تكون مباحة ومتاحة لكل من سولت له نفسه سرقة ونصب وتلاعب.. تحت مقولة: هل من مزيد!
• ويأتي السؤال الأهم.. هل تكون محاسبة الأشخاص بمستوى العبث والسرقات وكم الفساد أم فقط زوبعة وإثارة وإسكات الرأي العام بأن هناك عيونا يقظة وقلوبا تعي وعقولا وأرواحا يهمها الصالح العام وأموال الدولة، وإن هناك وجهات تُمارس واجباتها ومهامها الوظيفية بذمة وضمير!
• عندما يستشري الفساد وتكثر العيوب وتكثر الأيدي الناهبة.. بأرقام خيالية.. وعندما يصل الفساد للبنية التحتية ومصلحة الدولة ويمس شخصية الإنسان وتعليمه وصحته.. لا يكون القرار إقالة أعلى سلطة في الهرم.. دون حساب ودون عقاب.. ودون توضيح للحقائق! فكيف نمنع الفساد من ألا يتكرر!؟ وكيف نمنع كل من تسول له نفسه الخبيثة والطمع الذي استشرى فيه؛ بألا يركز على المصلحة العامة وعمله والإخلاص فيه.. ويكون تركيزه على كم المزايا والارقام واللجان والتمثيل فيها وقبلها بالطبع يجعل لاسمه نصيب الأسد في اللجان ذات المكافآت الخيالية بأرقامها!!
• لماذا لا تكون هناك مسؤولية حقيقية وضمير حي يعمل بصدق وحب للوطن بدلا من أن يضع المسؤول مصلحته الشخصية خلال فترة رئاسته وكم الامتيازات أمام عينيه وداخل قلبه.. من على كرسيه في مكتبه!؟؟
• هل ستشهد المرحلة المقبلة من الشفافية الإفصاح عن كل الاختلاسات بالأدلة والأرقام!؟هل سنشهد ونقرأ نتائج التحقيق ونشر اسماء بحكم مناصبها لتكون عبرة حقيقية لمن يعتبر وعنده ضمير لايزال يقظا ونابضا؟! أم ستبقى الحقيقة في ملفاتها وأدراجها ليحول عليها الحول وتذهب أدراج الريح والأرشيف ومن ثم الإتلاف!!؟؟ ويترك (الهامور) الكبير يعيث في الأرض فسادا..
• قرارات كثيرة تصدر دون قراءة مستقبلية لنتائجها.. ولا حتى توقع سنوي لها..ولا نقول ضمن خطة خمسية!
وقرارات كثيرة تنتهي سريعا بعد أن كانت قرارات شكلية أكثر من كونها قرارات ذات نبض على أرض الواقع ومصلحة الوطن.. وقرارات تتداخل في رسمها وصياغتها أهواء شخصية ومصالح لا ترى المصلحة العامة في حروف القرار وبين سطوره!!
• آخر جرة قلم:
المرحلة التي نعيشها والظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم تحتاج منا قبل العالم أن نقف وقفة صراحة وشفافية وحوار لمرحلة نجعل الوطن وممتلكاته في تصرف عاقل ومسؤول وسليم، وأن تكون مرحلة مراقبة ومحاسبة مالية وإدارية تقوم على النزاهة والشفافية حفظا للمال العام.. مرحلة يحاسب المسؤول على تقصيره ويسأل عن التزامه بالقوانين واللوائح وعن إنجازه وأدائه.. ولا ننتظر الفساد أن يستشري بأسماء تكون في مناصب مهمه نظن للحظة أن المنصب والمكان ملكها الخاص وليس ملكا للدولة!!
كم من مسؤول كل في منصبة وكرسيه ومسؤوليته.. وضع نصب عينيه مصلحة الوطن والمواطن والأجيال.. ووضع رقابة الله سبحانه وتعالى وسؤاله عن عمله ومسؤليته!؟ وتذكر قول الله تعالى: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ? وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) الزخرف 44 ووقوفه يوم الحساب أمام رب العباد وحقوقهم التي سلبت والأموال التي نهبت والمسؤولية التي فقدت!؟؟.
بقلم : سلوى الملا
copy short url   نسخ
02/02/2017
5155