+ A
A -
(شات) صورة إلى جدار صفحته في «فيسبوك».
كانت له، ولاثنين من أحبابه.
رسم بالكلمات جدارية للصورة: زمانها ومكانها ومناسبتها.
رسمها، أعلى الصورة.
من بين ما رسم:
«نفوت... وتبقى الصورة.
نفوت... وتبقى الذكرى.
نفوت.. وتبقى الذكرى، للنسيان!»
أحس بنوع من وجع الرحيل، إذ هو يلملم أصابعه من لوحة المفاتيح. أحسّ بلوحة المفاتيح، تسيّل دمعة.
- يااااااه، حتى الأشياء، أحاسيس وعواطف.
حتى الأشياء، تضحك وتبكي. تحب وتكره.
أحس بأصابعه تأكله. تحن إلى اللوحة. تحن إلى النقر.
كل جزء فيك، حنين- إذن- إلى جزء آخر.
القلب وحده- يا صحاب- لا يحن.. ولا الروح وحدها. أنت تحن بكلياتك. بأي ذرة في عقلك.. في خيالك.. بأية ذرة في جسدك.
الحنين، من قال انه وليد اللحظة الحاضرة.. من ذلك الذي لا يعرف الحنين، أصلا؟!
الحنين تراكم لحظات، منذ الميلاد إلى مسك الختام.
أذهبُ، إلى أبعد من ذلك: الحنين هو ذلك العذب العذاب الذي يمضك، أولك وآخرك.. هو ما ورثته انت من آدم.. ومن حواء.. ضمن ما أورثوك عذاب الفراق، وعذاب البحث، وعذوبة اللقيا!
الحنين، تشكيلة رائعة، متشابكة من العذوبة والعذاب..
من الفراق من بعد لقيا.. من لقيا مكتوب لها فراق من جديد!
هذا الفراق الجديد، قديم. هو أحر الفراق.. ولا أعرف- بالطبع- من هو أول من فارق: آدم أم حواء.. الفراق الذي ليس من بعده لقاء.
لا أعرف.
من منكم، من يعرف؟
ما أعرفه، أن آدم لو كان، لملأ أول احساس بالوحشة الأبدية، قلب حواء.. ولو كانت هذه لكانت تلك الوحشة، قد ملأت قلب آدم.
لكل آدم حواؤه، في القلب..
ولكل حواء في قلبها آدم..
فيا لوحشة القلوب تلك التي تصير فيها حواء مجرد طيف.. ومجرد طيف يصير فيها آدم..
حينذاك ينفعلُ القلب. يضجُ بالحنين.
للحنين ضجيج، يا صحاب.
أنا أضجُ حنينا، إذن أنا أحنُ كلي- أولي وآخري- إلى.... إلى اللقاء!
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
01/02/2017
1085