+ A
A -
يغني المغني، والأم درمانيون، والسودان كله (شياّلة).. ولو امتزجت هذه الأغنية في دمهم ولحمهم وعصبهم وعظامهم (مية المية) لكان السودانيون، قد تنبهوا إلى ما فعلته أم درمان من تراحم وتزاوج، وامتزاج لكافة الأعراق، ولكان السودان هذا، باختلافاته وتبايناته البديعة، قد ظل كما كان: رحيماً ومتراحماً.. ووطناً بمساحة المليون ميل، يتسع للجميع.
لاتزال أم درمان(روّابة السودان) ولايزال مغنيها يغني، فلماذا كل هذه القبلية والجهوية إذن، ولماذا كل هذا الشتات والاختلاف، وكل هذه الحروب العبثية.. وكل هذا الدم؟
للأغنية رسالة.. فهل ضيّع السودانيون بمفترق جهالاتهم وحروبهم رسالة (أنا أم درمان)؟
المغني لايزال يغني، والسودانيون (يشيلون) من وراء المغني.. ويشيل حفيد المهدي، في ما أشبه الوجد والصلاة، وهو يمد عينيه إلى حيث القبة التضوي الليل، ويتداخل الغنا.. يتداخل (يا روح غناى)، وأنا.. أنا أحلم بقدلة.. حافي حالق، «في الطريق الشاقي... السلام»!:
أنــا أم درمـــــان أنــا الأمــــة،
وصــــوت الأمـــــة وإحســاســه
وأنـا التأسيـســـــه بىْ تم،
وأنـــا اللــميـت شتــات ناســــــــه
مزجـــــت شمالــــــه بجنــوبه،
وسكــبت شــروقــــــه في غــروبه
وزرعت الطيبــة في دروبــه،
وطابــت عـــزة للأوطــــــــــــــان!
أنـا أم درمـــان سقــــاني النيـل،
رحـــيـق العــزة مــن كـاســــــــــــو
أنـا اللي مجدو كنت دليل،
وآية وحـــــــــدة لــي نـــــاســــــــــــــــو
أنـا الـفي الشاطئ الغربـــــــي،
ورأس غردون مهـــر حربـــــــــــي
أنـا النيـــل الطلب قـــــــــربي،
ومـــــــزج بــــــين كـافة الألـــــوان!
أواه يا أمدر..
ويا الله، لو يعود الزمن بالسودان القهقرى.. يااااه لو يعود، لنلكع.. نخبُ السير من جديد، على درب الرحمة والتراحم والمشايلة والامتزاج الذي.. الذي كان...
ياااه لو يعود،
لو تعود أمدر مدينة من روّاب.. وأعود أنا.. وأنا.. (أنا لي في المسالمة غزال)!
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
31/01/2017
979