+ A
A -
يا فؤادي لا تسل أين الهوى،
كان صرحا من خيال فهوى..
الله يرحمك يا ست أم كلثوم..
ثم جلس الجد وقال:
نبدأ حكاية الربيع العربي من قصة رجل عربي اسمه البوعزيزي، كان من بلد عربي يقال له تونس، عانى هذا الرجل من الفقر والبطالة والقهر والاضطهاد، ووصل لدرجة اليأس، فولع بنفسه ومات، فصار جسده شرارة انطلقت في تونس فكسرت حاجز الخوف عند الشعب، وانطلقت مسيراته، كالسيل الذي لم يستطع جهاز القمع التونسي أن يوقفه، فسقط النظام وهرب الرئيس بن علي.
فولعت الشرارة بمصر فاعتقل الرئيس مبارك.
ثم ولعت الشرارة في ليبيا فقتل الأخ العقيد معمر.
ثم ولعت الشرارة في اليمن فطرد الرئيس علي عبدالله صالح.
ثم ولعت الشرارة في سوريا فاحترق الرئيس والشعب والوطن.
وخير اللهم اجعله خير، بدأت الشعوب العربية في البلاد التي ولّعت، تتمتع بالربيع العربي والديمقراطية والحرية.
ولكن ولجهلها في الديمقراطية التي جاءتها فجأة، أصبحت مثل من يريد أن يشرب من البئر فسقط فيها..
بدأت الشعوب تستفيق من الحلم العربي، وتعود إلى الواقع الجميل الذي تعودت عليه وتعود عليها، وأول تلك الشعوب التي عادت للواقع هي مصر..
قام الشعب المصري فإذا بالرئيس مبارك بريء،
وإذا بنجليه مظلومان مفترى عليهما،
وإذا بالعادلي هو رجل الحق والعدل،
وإذا بالجيش هو الذي يحكم كما كان،
وإذا بأبوزعبل يمتلئ مرة أخرى،
وإذا بالمعتقلات تدب فيها الحياة من جديد،
وإذا بالداخلية تمارس عملها على «أكمم» وجه،
وإذا بالإعلام تعود إليه طبوله طبلا طبلا،
ومزمارا مزمارا،
وإذا بالهز الإعلامي يعود على سياسة طبلي وارقص لك،
وعاد كل شيء على مكان عليه،
وانتهى حلم العرب أو يكاد، وخرّف الربيع العربي السعيد،
وعاش الشعب بثبات ونبات،
وسجون ومعتقلات،
وخلفوا صبيان وبنات.
بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
31/01/2017
1356