+ A
A -
كم هـو مؤلم أن نقـرأ أن 90% من الدول العـربية حقـقت أقـل من 50% عـلى مؤشر الفسـاد والشـفافية؟ وأن 6 دول من الدول العـشـر الأكثر فسـاداً في العالم عـربيـة؟ وأن معـظـم الدول العـربية تـتراجع سـنة بعـد أخرى، مع أن أغلب الحكومات العـربية تـقول إنها «تكافح الفـسـاد وتقدم مرتكبيه للمحاكمة»؟ ليسـت هـذه تـقارير صحفية مغرضة، بل خلاصـة تـقريـر منظمة الشـفافية الدولية لعام 2016. هـذه الدول هي: سوريا والعراق والصومـال والسـودان واليـمن وليبـيا. ولا يعـزينا أن أربع دول فـقط في الاتحـاد الأوروبي تحسـنت فيهـا معالجة الفساد في القطاع العام منذ العام الماضي، وأن سـت دول من الاتحـاد الأوروبي هي: إيطالـيا ورومانيـا واليونان وبلغـاريا وهـنغـاريا وكرواتـيا، نالت عـلامة أدنى من 50 نقـطة من أصـل 100 في تصـنيـف الفـسـاد. وذكر مديـر الشـفافـيـة الدوليـة في الاتحاد الأوروبي كارل دولان أن لـدى الاتحاد الأوروبي أزمة فساد تلتهمه بـبطء من الداخل «فيما قادة الاتحاد الأوروبي مشـغولون بأزمات أخرى مثل تدفـق اللاجئـين من سـوريا والبريكسـيت والأعمال الإرهابية الوحشية».
ما هي آليات مكافحة الفسـاد لتحقيق الشـفافية؟ تحددهـا المنظمة:»وضع حـد للفـسـاد السياسي، إرادة سـياسـية فاعـلة في تحقـيق الالتزامات (التعاقـدية) الدولية (في مجال المكافحة)، ضمان حق حريـة الرأي والتعبـير والمسـاءلة، ووضع حد للضغوط على مؤسـسـات المجتمع المدني والنشطاء والمبلغين، استقلال القضاء من أجل محاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهـوبة» وقال «خوسيه أوغاز» المدير في منظمة الشفافية الدولية:»في الكثير من الدول الناس محرومون من احتياجاتهم الأساسية الملحة، وينامون جائعين كل ليلة نتيجة الفساد، فيما أصحاب السلطة والفاسدون يتمتعون بالحياة المترفة والحصانة».
وجاء في التقرير، أن أداء كل من الدنمارك (91) ونيوزيلاندا (90)، تليهما فنلندا (89) ثم السويد (88) «والمشترك بين هذه الدول، رغم أنه لا تخلو دولة تماماً من الفساد، هو وجود حكومات شـفافة، وحرية صحافـة، وحريات مدنية، ونظم قضائية مسـتقلة» وللمقارنة حققت الولايات المتحدة 74 نقطة، وتركيا 41 نقطة، فيما بقيت روسيا عند 29 نقطة.
دولة الإمارات الأولى عربياً و24 عالمياً، الأردن 3 عربياً، 57 عالمياً، السعودية 62 عالمياً عُـمان 64، البحـرين 70 الكويت وتـونس 75 المغـرب 90 الجزائر ومصر 108 لبنـان 136 موريتانيـا 142 العـراق 166 اليمن وليبـيا والسـودان 170 سـوريا 173.
نهنئ قطر بأنها الثانية عربياً و31 عالمياً، ونتحفظ على هذا، (كانت 21 العام الماضي 61 نقطة)، لأن السبب الذي قـدمته المنظمة ثبت بطلانه، وهو ما سـمي فضيحة الاتحاد الدولي لكرة القدم والتحـقيقات بشأن قرار منح الدولة حق تنظيم مونديال عام 2022.

بقلم : نزار عابدين
copy short url   نسخ
30/01/2017
3405