+ A
A -
فظائع من وراء فظائع، وما يسمى بالمجتمع الدولي في خيبته الخائبة.

حلب ليست آخر فظائع النظام السوري، ولا الخيبة تلك، هي آخر خيبات المجتمع الدولي.

بالمناسبة: هل هنالك مجتمع دولي؟

لا. وليس هنالك من دولة، هي الدولة الاممية.

من مفاهيم الدولة، أن تشيع الأمن، والاستقرار، والطمأنينة العامة، في مجتمعها.. ومن أوجب واجباتها، ان تحميه من الأشرار، ووحوش الإنس، وحين لا تستقيم تلك المفاهيم في ذهن الدولة- أي دولة- ولا تلتزم بأوجب واجباتها، تصبح على تلك المفاهيم السلام..

لا دولة أممية، في هذا العالم، ولا مجتمعا دوليا.

ثمة دول في ميثاق أممي، عفا عليه الزمن.. وأصبح التفكير في تمزيقه- كما فعل العقيد- واجب كل زعيم، في هذا العالم.. وثمة مجتمع دولي، هو أشبه بالعنقاء، تلك التي لا وجود لرفرفة جناحيها، إلا في «لسان العرب»!

هذا المجتمع الدولي، الذي لا وجود له، يجسد الآن الشيطان الأخرس.

هو شريك بسكوته عن كل الفظائع في العالم، في الفظائع..

شريك في الجرائم الكبرى.

القتل أشكال وأنواع، ومن أشكال القتل السكوت على القتل،

القتلة -بالتالي- أشكال وأنواع- ومن أشكاله، اللامبالاة إزاء القاتل الذي تفوح منه رائحة دم القتيل.

رائحة دم قتلى الاسد، تزكم أنفي.. تصرخ وتستصرخ..

لكن القاتل- شبيه الأسد- تزكم دماء قتلاه والتي هي دماء قتلى الاسد- تزكم انفي.. وهو القاتل بالتتابع شيطان أصم!

أيها الناس: من أراد ان ينظر إلى الأسد، ملطخا حتى شواربه بالدم، فلينظر إلى ما يسمى بالمجتمع الدولي. ومن أراد ان ينظر إلى هذا المجتمع، فلينظر إلى الأسد.

ما أعظم تشابه القتلة!

بقلم : هاشم كرار

copy short url   نسخ
01/05/2016
404