+ A
A -
أحب نفسي عندما أضحك، وأحب أن أرى وجوها ضاحكة..وجوها مبتسمة..وجوها تشرح الصدر وتبدد التعب أيا كان نوعه، الإنسان الضاحك كتاب مفتوح، تستطيع قراءته بسهولة، فهو إنسان متسامح صبور مسالم وصادق ومتفائل...قبل الحرب العالمية الثانية بوقت طويل طلب احد أصحاب مصانع الجبن من الرسام الشهير«رابييه» أن يرسم له صورة بقرة تضحك وسوف يقوم بإلصاقها على أغلفة علب الأجبان، وبالرغم من أن الرسام وجد هذا الطلب غريبا إلا انه قام بما طلب منه، وكانت هذه الفكرة المبتكرة سببا في زيادة مبيعات الجبن، وازدهار المصنع بحيث أفتتح التاجر بعد عدة سنوات أكثر من فرع، وقد انتشرت هذه الدعاية انتشارا واسعا وأدرك رجال الأعمال والمؤسسات الربحية أهمية هذا النوع من الدعاية لترويج بضائعهم...وفسر أحد أكبر رجال الأعمال سر نجاحه في حياته العملية بثلاث أمور أتبعها وهي:أن يكون المرء دائما منشرح الصدر وقادرا على الضحك في سهولة وببساطة، وان يعرف كيف ينصت لمحدثه ،وأن لا يتكلم عن نفسه أكثر مما ينبغي» وهذه القواعد الثلاث هي سر النجاح للجميع، سواء كان تاجرا كبيرا أو موظفا صغيرا، ومن المعروف أن الباعة المتجولين لا يتبعون سوى قاعدة واحدة لتصريف ما يحملونه من منتج، وهي أن يكون خفيف الظل وقادرا على دفع المشتري على الابتسام أو الضحك، وذكر أحد الممثلين الهزليين والذي بدأ حياته كبائع جوال، انه باع ذات صباح دفعة واحدة- ثمانين آلة لتسليك الأحواض في سوق قرية تقع في مقاطعة نورماندي، وعلى الرغم من أن الذين اشتروا بضاعته لا يملكون أدوات صحية تمكنهم من استخدام ما اشتروه، إلا انه استطاع جذبهم بظرافته وخفة ظله..لقد أضحكهم فاشتروا ما لا يحتاجون إليه وهم سعداء..ومن أشهر البرامج الإذاعية التي كانت تبث في الخمسينات برنامج «ساعة لقلبك» والذي تخرج منه كبار الفنانين الكوميديين مثل أمين الهنيدي وفؤاد المهندس وجمالات زايد ويوسف عوف ومحمد عوض وعبدالمنعم مدبولي وغيرهم، وكانت الحلقات التي اتسمت بالتلقائية تسجل في وجود عدد من المشاهدين يحيطون بمسرح خاص فقط بالبرنامج..وكان الناس ينتظرون البرنامج بفارغ الصبر، ليضحكوا ويتخففوا من أعباء الحياة ولو لساعة... ودرجت الإذاعة البريطانية على بث برنامج أسبوعي للمرضى في المستشفيات، وكان عنوانه«أضحك دائما» ففي الضحك شفاء، والمريض القادر على الضحك يريد أن يشفى..يريد أن يعيش ، وكان أديب فرنسا العظيم «فيكتور هيجو» يردد دائما هذه الجملة: «إنني عندما أضحك أشعر بأني في الخامسة والعشرين، أما إذا كنت حزينا فأحس بأنني في الستين» ومن المعروف أن كثيرا من الناس يلجئون للرياضة والريجيم للاحتفاظ بصحة أجسامهم ولا يخطر على بالهم أن الضحك لا يقل أهمية عن الرياضة والحمية للبدن، عندما نضحك نبدد طاقتنا السلبية..هذا ما لاحظه الأطباء. كما أننا نكون أقل عرضة للإصابة بالزكام، وعند تناول الطعام في جو من البهجة والمرح تتولى العضلات المسترخية عملية تدليك حقيقي يعين على هضم الطعام..ليس الضحك علاجا فعالا فحسب بل هو أيضا يجدد القوة والشباب، إن الضحك عبقرية أما الحزن فليس كذلك..

بقلم : وداد الكواري
copy short url   نسخ
29/01/2017
1309