+ A
A -
هذا المقال هو الرقم ألف.
أكملت به ألف مقال كتبتها في صحيفة الوطن.
لو حسبت هذه الألف بالورق، لصارت مجلدا من ستة أجزاء.
لو حسبتها بالحبر، لصارت ستة براميل حبر.
لو حسبتها بالجهد، لصارت قوة ستة حصان.
لكن لو حسبتها بالحب، لصارت شيئا يشبه حالة الصوفي الذي يتكلم عن الحلول.
عرفتها، أحببتها، عشقتها، تأقلمت معها، تعودت عليها، وشربتها حتى الإدمان.
في مسيرتي الكتابية مررت بأربع دول عربية:
قطر، الكويت، السعودية، مصر.
ومررت من خلالها بأربع صحف ومجلتين.
وحدها الوطن تعاملت معها كـ «وطن»، وطن بمعنى الإقامة والاستقرار والحياة.
جريدة الوطن ليست صحيفة، الوطن أخلاق صحفية على شكل أوراق وأحبار وأخبار.
الوطن تأبى أن تنزلق إلى الخسة بحجة السبق الصحفي.
تأبى أن ترتكب الكذب بحجة الإثارة.
تأبى أن تقترف التضليل بحجة التوزيع.
تسير على نهجها المتزن الصادق المهني، ولا تضحي بالقيم من أجل «القيمة»، فعرفها المسؤولون على هذا النهج، ووثقوا في أخبارها وإخبارها، وعلمها وإعلامها، وصوتها وصيتها.
لذلك كانت في هذه المَنزلة المُنزلة في قلوب قرائها ومحبيها.
لذلك اكتسبت هذه الثقة من المعلنين.
لذلك كانت هي الوطن، ولذلك أنا سكنت فيها.

بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
26/01/2017
1298