+ A
A -
لكرسي الرئاسة، سطوة ونداءات وغواية على مر التاريخ. يظل الرؤساء به يتشبثون إلى ما لا نهاية، حتى إن قالت الشعوب كلمتها.
في غامبيا.. مثال.. لن يكون الأخير، وللكرسي.. ذلك الكرسي سطوة:
قال الشعب كلمته في الرئيس يحيى جامع: اطاح برئاسته خصيمه في السباق الديمقراطي اداما بارو.
رفض جامع في البداية النتيجة.. ثم رضخ بضغوط إفريقية، ووساطة، وطار إلى غينيا الاستوائية، بعد ان حمل من القصر، حتى اللوحات والصور!
الرئيس الذي يطيح به شعبه، لن تتبقى له غير الذكريات!
جامع الآن، يتذكر، وفي القلب جرح، والكرسي يتراءى من البعيد. ينظر بتجهم- من البعيد- إلى الخصيم بارو.. وبارو في السنغال، يتخوف من العودة إلى غينيا.. وغينيا - أمنيا- أشباح للرئيس الذي يضمر حقدا!
الأشباح تطارد بارو، حتى وهو في داكار، حيث أقسم في سفارة بلاده، هناك.. اليمين الدستورية، رئيسا لغامبيا!
نترك ما هو مضحك، لما هو محزن: خزف بارو، من دولة جامع العميقة.. دولته الأمنية التي بناها معتقلا، وتصفيات، نفرا عن رتبة.. عن قبضة باطشة!
- أريد ضمانات من الأجهزة الأمنية!
تلك صرخة رئيس- هو بارو- يحلم بالجلوس على الكرسي الذي كان يجلس عليه جامع.
مات الملك، يحيا الملك..
تلك مقولة كانت في الزمن الفلاني.. الزمن الذي كان يجري فيه التشييع بسلاسة، ويجري فيه التنصيب بسلاسة!
أين السلاسة الآن، وللكراسي لؤم أحياناً وفخاخ.. والملك، كما كان منذ الأزل، لا ينزعه مالك الملك، إلا نزعا؟1
أين السلاسة، في أدبيات سرقات حلاقيم الشعوب وصناديق الاقتراع، ما بات يسمى بالدولة العميقة؟!
- لنقل إلى بارو، تعال يا ريس. لقد بايعناك. إذا تطلب الأمر سنرقص لك،( OUR PRESIDANT)!
تلك كانت جملة قائد الجيش عثمان بادي، وهو يتكلم بلسانه هو.. وإنابة عن ألسنة قواد الشرطة، والأمن، وحتى الجمارك!
بارو، في ذهنه شبح جامع، وأشباحه.. والكرسي الذي يغري، يغريه: تعال.. تعال. هو ينظر، يتمنى، ويرتعد.. يتمنى لو يدخل القصر حتى وإن كان هذا القصر فارغا من الأثات، والصور، واللوحات!
بارو. الموت واحد. من لا يموت من أجل السلطة، يموت بدونها.. تتعدد الأسباب، والموحد واحد!
بارو.. كن رجلا. كن رئيسا.
ليس بالجبن وحده، يحيا الرجال!
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
24/01/2017
1107