+ A
A -
في 4/6/2009 ألقى أوباما خطاباً في القاهرة، وكتبت في 6/6/ 2009 أنه «مارس فن بيع الكلام بصورة مثالية، ولم يكن ينقص الذين كانوا في استقباله ويسمعونه سوى ان يزغردوا ويهللوا ويكبروا لأنه امتدح الإسلام (هل هان علينا الإسلام إلى درجة أن ننتظر شـهادة من أوبامـا وغـيره؟) ولأنـه أشـار إلى حل الدولتـين، وإلى منع الاسـتـيطان، ولكنه لم يحـدد أي اسـتيطان يعـني؟ هـل يجرؤ على تأكيد أن عـلى إسـرائيل أن تعـود إلى حـدود 4-6-1967 وبالتالي فإن جميع المستوطنات غير شرعية؟»
وها هو أوباما يودع البيت الأبيض بالإعراب عن «قلقه العميق» إزاء النزاع الفلسطيني – الإسـرائيلي» لأنه يعتـقد «أن الوضع القائـم لا يمكن ان يسـتمر، وأنه خطر على إسـرائيل وسيئ للفلسطينيين وسيئ للمنطقة وسيئ لأمن الولايات المتحدة» ولكن هذا الرئيس القلق لم يقدم للعرب والفلسطينيين سوى الكلام.
وكتبت «يريدنـا ان نبني الثـقة، وأن نـتعامل مع إسـرائيل. يريد من العـرب والمسـلمين أن يـطبعـوا علاقاتهـم معهـا، مقابـل ماذا؟ لا شـيء سـوى ضـرورة التعـايـش بـين الشـعـوب والأديان. وعندما أراد إدانة العنف وقـتل المسـلمين لم يجد إلا البوسنة ودارفور، بينما كاد يبكي على المدنيين الاسرائيليين الذين تروعهم حماس».
وكتبت «تحدث عن ضرورة خلو العالم من الأسلحة النووية. لكنه لم يجرؤ على القول إن منطقـة الشـرق الأوسـط يجب أن تـكون منطـقة خاليـة من الأسـلحة النووية؟ مع العـلم ان تفكيك أسـلحة إسـرائيل «وهي وحدها النووية» أسهـل بكثير من إخلاء العالم» وملأ الدنيا ضجيجاً لأنه وقع اتفـاقاً نووياً مع إيران، لكنه غض البصر عن نشـر إيران القـتل والدمار في الشرق الأوسط، وتخلى عن أصدقاء بلاده لعقود.
ربما قدم أوباما للشـعب الأميركي بعـض الإنجازات، لكن الكونغرس الجمهوري وخلفه ترامب له بالمرصاد، في مقابل سياسة خارجية متراخية متذبذبة تميزت بالكثير من الكلام والقليل من الفعل. ويهتم المواطن بطريقة غـير مباشرة بسياسة بلاده الخارجية، أما أوباما فـقد خـذل الأصدقاء والحلـفاء في محاولة اسـترضاء الأعـداء، ولم ينجح.
يهتـم المواطن بهيـبة بلاده وسـمعـتها وقـوة أدائها في العالـم، وإلا لمـاذا تسـمى الولايات المتحدة القـوة العظمى الوحيدة؟ وسـيشعر المواطن الأميركي بالقهر حين يرى بلاده وقد تحولت إلى دولة تابعة لا متبوعة. بدا وزير خاجيته كيري الطائر دائماً قزماً إلى جانب لافروف الذي كان يزداد غـطرسـة كلما ازداد كيـري تخـاذلاً، ويشـعر بالقهـر حين يرى إيران تـفرض شـروطها، وكم هـو مذل أن تدفع الولايات المتحـدة فديـة لإطلاق سـراح بحارتهـا الذين خطفتهم إيران.
بدأ أوباما بشعار «نعم نستطيع» وختم عهده بالقول «نعم فعلنا» وليته ما فعل.
بقلم : نزار عابدين
copy short url   نسخ
23/01/2017
4152