+ A
A -
الخوف الذي يسيطر علي سلوكيات قائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي ونظامه فاق كل التصورات، فالرجل يعيش في رعب مركب من كل ما حوله، ففي كل الزيارات وكل الأماكن يحيط به رجال أمنه بشكل لافت وغير مسبوق وقد كان شكلهم ملفتا في الكاتدرائية وهم يحيطون به خلال وقوفه مع حليفه البابا حينما ذهب ليشارك الأقباط عيدهم في سلوك غير معهود من الرؤساء المصريين، وحينما ذهب قبل أيام لافتتاح المتحف المصري بعد تجديده دخل من باب جانبي وليس من الباب الرئيسي وسط حراسة أمنية مشددة، وحينما يريد تصويره في المسجد تجد المسجد كله حرسا حتى أنهم يجلسون بينه وبين رئيس حكومته ومرافقيه بشكل مقزز، رغم أنه وهم يذهبون للتصوير وليس لتأدية الصلاة التي ثبت في أكثر من تسجيل له أنه لا يحسن أداءها ويسجد دون ركوع، حتى حينما يذهب إلى زيارة بعض قوات جيشه يحيط به حرسه من كل جانب بشكل يكشف خوفه وهلعه من جيشه.
وفي كل تصريحاته يبدو أنه مرعوب وأصبح نادرا ما يتصدر المجالس ويعطي وجهه للجمهور فهو يخشى من مواجهة الناس ودائما يجلس بين حرسه محيطين به من كل جانب ويكتفي بالكلام من موقعه في أسلوب غير معهود في تاريخ الرؤساء في مصر، وما يعيش فيه من رعب يعيش فيه كل أركان نظامه. فالقضاة يصدرون أحكاما جائرة لا تستند إلى القانون ولا إلى الدستور الذي تلاعبوا به ووضعوه، وإنما إلى الخوف والرعب والهوى وركيزة الظلم التي يديرون بها المشهد، وآخر تلك الأحكام إدراج 1500 من شرفاء مصر على قائمة الإرهاب بينهم شخصيات عامة لم يعرف الناس عنهم إلا الاحترام والنجاح واقتصاديون ساهموا في بناء اقتصاد البلاد وإعلاميون وقضاة ورجال أعمال وحتى طلبة صغار ومن بين المدرجين شخصيات توفيت قبل مدة وأخرى لأطفال وعجائز وكبار في السن والحكم الجائر نص على تجميد أموالهم وسحب جوازات سفرهم والقبض على كل من هو خارج البلاد منهم، وهذا حكم لا يدل على فساد القضاة فقط وإنما على كم هائل من الحقد والكراهية والخوف في نفوسهم.
فالحكم هو عملية انتقام من كل من أبدى ليس معارضة وإنما حتى عدم رضا عما يقوم به النظام في حق الشعب، أما من يجهر بالعداء والكراهية وفضح النظام فهذا له أسلوب ووسائل أخرى منها على سبيل المثال لا الحصر ما يتعرض له الدكتور محمد البرادعي رغم خلافنا معه لحملة إعلامية شعواء حشد النظام فيها كل أسلحته وأبواقه لمجرد أن الرجل قرر أن يبدي الندم على الدعم الذي قدمه للنظام، وأن يكشف الستار عن بعض الجرائم التي ارتكبها النظام بحق الشعب.
إنه الرعب والخوف الذي يسبق السقوط فما يمكن للسيسي أن يظل محاطا بهذه الأسوار العالية من الحراسة وأن يسلط كلابه على الناس ويبقى في مأمن فهو في النهاية سيؤتى من حيث لا يحتسب.
بقلم : أحمد منصور
copy short url   نسخ
22/01/2017
84707