+ A
A -

مشاكل المدارس الخاصة تتمايز بين مدرسة وأخرى حسب ضمير المالك لها أو الطاقم الإداري المشرف عليها، تتفاوت بين عُقم جودة العملية التعليمية، أو ضعف مستوى الضبط التربوي والأخلاقي، أو الارتفاع المبالغ في الأسعار، ناهيك عن تجاهل بعضها لعادات وتقاليد المجتمع عن قصد تارة وعن سوء إدارة تارة أخرى.
كما تعيش بعض المدارس الخاصة كوكتيلًا من المشاكل المذكورة أعلاه، دون مراعاة لأولياء الأمور الذين وضعوا الثقة فيهم، بعد أن بذلوا الغالي والنفيس؛ كي يضمنوا مستقبلًا أفضل لأولادهم.
وإذا استثنينا الجانب المادي، المتصل بارتفاع الأسعار، نجد أن أغلب تلك المشاكل تتسبب بطريقة أو بأخرى في تدني مستوى الطالب، بل وأحيانًا تدهوره، وسيكون تركيز المقال على ثلاث نقاط تُثير القلق والاستياء في آن واحد: الأول يتعلق بادعاء بعض المدارس الخاصة- ثنائية اللغة- أنهم يستقدمون أفضل مدرسي اللغة الإنجليزية، لغتهم الأم هي الإنجليزية، ولكن حين تتم مقابلة المدرسين- ما بعد مرحلة التسجيل-، يتكشف ولي أمر الطالب، أنهم من جنسيات آسيوية أو إفريقية أو عربية، يتحدثون لهجة محرفة وبنشاز صريح، فيعيش صدمة تؤرق مضجعه وتُتلف أعصابه.
النقطة الثانية، أن اللغة العربية- في بعض المدارس الخاصة- تحتضر أيّما احتضار، بل وتحتاج إلى إنعاش، خطّ يد الطالب غير مقروء، كراسة الخط العربي مهملة، يصل الطالب لمرحلة دراسية متقدمة، ولديه أخطاء إملائية غير مقبولة- خاصة لأولئك الأجانب ممن لا يتقنون العربية وينوون تعليمها لأبنائهم-، أيضًا إهمال مدرس اللغة العربية عينه تدريس الطلاب بأسس علمية صحيحة، متكلًا أن المدرسة تُدرس مناهجها باللغة الإنجليزية، مستشعرًا هو نفسه ألّا قيمة لتدريسه.
ثالثًا، تستخدم بعض المدارس الخاصة أساليب ملتوية وغير مقبولة أخلاقيًّا في تقييم الطلاب؛ لضمان رضى أولياء الأمور واستمرار تسجيل أبنائهم في ذات المدرسة، بمنحهم درجات أعلى من مستواهم، أو مساعدتهم قبل موعد الامتحان بإجابات الأسئلة. فبالنسبة لأولياء الأمور المشغولين وغير المتفرغين لمتابعة أداء أبنائهم يعتمدونه كإنجاز للمدرسة، وبالتالي، يخسر الطالب مستقبله الدراسي دون أن يعي حجم الخطر الذي يحدق به.
المدارس الخاصة ما هي إلا أخت غير شقيقة للمدارس الحكومية، لكن يعوّل عليها كما غيرها في تبنّي مشروع التعليم والسير به نحو الأفضل، لكن في حالة تبنّي مالك المدرسة الخاصة فكرة أنها مشروع تجاري، يسعى من خلاله لتحقيق أعلى هامش ربحي، سيخسر المجتمع أجيالًا كانوا من الممكن أن يُستثمروا بشكل أفضل. فلنُجيش الجيوش للمحافظة على بيئة تعليمية سليمة تستحق المال المستثمر فيه.
بقلم : زهرة بنت سعيد القايدي
copy short url   نسخ
21/01/2017
4457