+ A
A -

يقدم العلماء كل يوم دليلا على أن الذكاء والموهبة ليست للبشر وحدهم، وأن الله خلق الكائنات وفي كل منها غريزة أو موهبة أو درجة من درجات الذكاء، وهناك عشرات الكتب والأبحاث تضم نتائج أبحاث العلماء الذين تفرغوا لدراسة الموهبة عند الحيوان.
من هذه الدراسات ما سجله العلماء عن ملاحظاتهم عن مباريات كرة القدم بين فرق من الكلاب أظهرت قدرات فائقة، وعن موهبة الكلاب اكتشاف المخدرات أو المفرقعات المخبأة تحت الأرض أو في صناديق مغلقة، وكلاب يمكنها أن تقتفي أثر المجرم أو تخرجه من بين مجموعة من البشر بعد أن تشم أي شيء فيه أثر المجرم.
وأنف الكلب المدرب يفرق بين إنسان وآخر من رائحة عرق كل منهما أي من «البصمة» الكيمائية التي لا يكتشفها إلا كلب مدرب، يصفه العالم المتخصص الدكتور عبد المحسن صالح بأنه أداة حية «مبرمجة» بكل روائح العالم ويعتمد الناس عليها في اكتشاف أمور تعجز أدق الأجهزة وأكثرها حساسية عن تمييزها.
وقد انتهى البروفيسور ( وولتر نويهاوس) الأستاذ بجامعة ايرلانج بألمانيا من بعد عدة أبحاث إلى أن كل خطوة بقدم عارية لإنسان بالغ تترك على الأرض كمية ضئيلة جدا من العرق تقدر بحوالي أربعة أجزاء من بليون جزء من الجرام، ومع أن هذه الكمية لا يستطيع أحد اكتشافها بأي وسيلة إلا أنها تحتوى على جزيئات لا يتعرف عليها إلا كلب مدرب، وهذه الجزيئات تنفذ بكميات أقل إذا كان الشخص يضع في قدمه حذاء من المطاط ولكن البروفيسور لويهاوس وجد أن الكلب المدرب يكتشف آثار العرق الذي يتسرب من الحذاء بعد فترة من السير.
واكتشف العلماء بالإضافة إلى ذلك أن الكلاب لديها حاسة السمع الحادة، وحاسة البصر القوية، واضطر الإنسان إلى اختراع أجهزة وأدوات تفوق قدرته على السمع والإبصار بينما يفعل الكلب ذلك بفطرته التي فطره الله عليها، وقد يسر الله لمخلوقاته ما يمكنها من الحياة في ظروفها، فنرى فراشة ضعيفة البصر، عديمة السمع، عاجزة عن الحديث؟، لكنها تمتلك قرنى استشعار لتتجنب بهما انقراض نوعها وقرون الاستشعار لدى الحشرات، ولو استطاع الكلب أو الحشرة أو الطير أن يتكلم لقال لنا عن معجزة الخلق التي يتمتع بها، والوفاء في الكلب أبرز هذه المعجزات فهو حارس أمين، وتابع مطيع، وصديق يفتدى صاحبه بحياته فيهجم على عدوه وقد يدفع حياته ثمنا لسيده، وهو الصديق الذي يخلص لصاحبه إذا هجره الأصدقاء، ومن مواهب الكلب أن له ذاكرة قوية وبخاصة في بعض السلالات.
وتذكر دائرة معارف «العلم والتكنولوجيا – العالم من حولنا» أن الكلب يستطيع التمييز بين الماء المالح والماء العذب مهما كان الملح قليلا، ويتعرف على رائحة الخل مهما كان قليلا في ماء كثير، ويفرق بين العطور الطبيعية والتقليدية مهما كانت دقة التقليد، وتستخدم في بعض البلاد لكشف أي تسرب للغاز الطيبعى مهما تكن الأنابيب في أعماق الأرض، ونجحت الكلاب في ذلك في هولندا وألمانيا والسويد وكندا.
بقلم : رجب البنا
copy short url   نسخ
21/01/2017
4562