+ A
A -
وأخيراً، توصل فصيلا حماس وفتح يوم أول أمسٍ الأربعاء إلى اتفاقٍ للمصالحة الوطنية في موسكو، حيث كانا يجريان محادثاتٍ بهذا الخصوص منذ يوم الأحد الماضي، وبموجب الاتفاق، تنضمّ حركتا حماس والجهاد الإسلامي إلى مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، لتشكيل مجلسٍ وطنيٍّ جديدٍ، تنبثق منه اللجنة التنفيذية التي تعتبر بمثابة رأس السلطة السياسية والديبلوماسية.
ونسبت الأخبار إلى مسؤولٍ في فتح، شارك في مفاوضات موسكو، القول: إن عدة معطياتٍ كانت وراء هذا الاتفاق، منها: مؤتمر السلام الأخير في باريس، وقرارات مجلس الأمن الدولي، التي تنتقد سياسة التوسع الاستيطاني لحكومة الكيان الصهيوني في أراضي الضفة الغربية وحول مدينة القدس، وانتخاب دونالد ترمب للرئاسة الأميركية (الذي سيتولى سلطاته الدستورية اليوم) وقد سمّى الأسبوع الماضي مبعوثاً خاصاً للإدارة الجديدة، فيما تعرف بعملية السلام في الشرق الأوسط..
ويجيء هذا الاتفاق غداة مظاهراتٍ صاخبةٍ شهدها قطاع غزة يوم الإثنين الماضي، بسبب تردّي الخدمات الأساسية في القطاع وبخاصةٍ ما يتعلق بالطاقة الكهربائية، حيث أشعل أحد المواطنين النار في نفسه احتجاجاً على ذلك.
ويشار إلى تفاقم هذه الأزمة بسبب الهوة العميقة بين طاقة الإنتاج، واحتياجات الاستهلاك، وبخاصةٍ، في موسم الشتاء وفي ظل ظروف الحصار القاتلة، التي يعيشها المواطنون هناك.
يقول مراقبون في غزة: إن من أسباب تلك المظاهرات، كذلك، مسألة الضرائب التي تجمعها السلطة الوطنية في القطاع واحتجاج فئاتٍ كثيرةٍ على ما يوصف بالضغوط التي تمارسها حكومة حماس ضد معارضيها في حركة فتح، منذ تولّيها السلطة العام 2007، والبطء الشديد في عملية إعادة الإعمار هناك، في أعقاب حرب العام 2014 مع إسرائيل..
على أننا نرى أن التوصّل إلى اتفاقٍ بين الطرفين الرئيسيّيْن في الصراع الفلسطيني الفلسطيني، بعد جهودٍ عسيرةٍ طويلةٍ، من الممكن أن يكون بداية مرحلةٍ جديدةٍ من الوفاق تكون بمثابة خاتمة الأحزان على المستوى الوطني.

بقلم : حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
20/01/2017
4174