+ A
A -
الرصاص- منذ أن كان- مفقوء العينين، والإحداثيات، تلك التي ترسم طريق المقاتلات إلى الهدف، يمكن ان تضل الطريق، والنتيجة دائما، مذبحة مدنيين!
واحدة من المذابح الأكثر إيلاما شهدتها نيجيريا، بالأمس، فيما كانت مقاتلة، صدرت إليها الأوامر بقصف تجمع لمقاتلي بوكو حرام.
مجزرة من بعد مجزرة، فيا.. يا لفداحة الأخطاء.
دم بريء، غزير، يصرخ في كل مرة، في مناطق الدموم المتجلطة، لكن الرصاص - كما ليس له عين- ليس له أذن، والإحداثيات، تبقى في ضلالها، وتضليلها القديم، والطيار- حتى بنظرات الرؤية- يظل متخبطا في الشوف، كمن يتخبطه الصمم!
ما حدث في نيجيريا، من مذبحة للمدنيين، حدث في دول كثيرة جدا، ومن دول ظلت تدعي ان آلياتها الحربية، تمتلك قدرا هائلا من الذكاء.. وقدرا هائلا على شم رائحة العدو، بارتفاع آلاف الأميال، ومن على البعد، والمسافة على الأرض، نيران!
لا ذكاء، في الحروب.
حيث كانت الحرب، كانت البلادة.. وكانت الأخطاء.
لا. لا تغرنكم الكتوف اللامعة. العقول ليست في الكتوف، مهما التمعت بالأنجم. ضوء الأنجم في الكتوف، لا يهدي سائرا إلى القتل، وللحرب تخوم من ظلم وظلمات!
ما أحلك ظلمات الحروب..
وما أكثر المظاليم، في كل مكان يتغطى بالصراخ والأنين والفرار المذعور والرهق والدم.
يا مظاليم الحروب، في كل مكان، لكم الله..
الرصاص أعمى... وتكنولوجيا الحروب- مهما تذاكت- بليدة، والطريق إلى السلام لن تفرشه صرخاتكم، ولا حشرجاتكم الأخيرة.
يا مظاليم الحروب، هذه الدنيا مظالم!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
18/01/2017
1031