+ A
A -
ابحث عن الصين!
لو بحثت، لأدركت قرار أوباما- وهو على بعد أيام لمغادرة البيت الأبيض- من رفع العقوبات جزئيا، عن السودان.
الصين، كانت- فيما يبدو- على قائمة أول لقاء بين أوباما وترامب، في البيت الابيض، قبل اسابيع. ترامب الذي سيدخل البيت الابيض-رسميا- الخميس، ظلت الصين تشغله، منذ حملته الانتخابية، هو ضد عملتها. ضد تمددها في العالم. ضد نظامها الواحد ودولتين. ضد.
-اووووه. لقد تذكرت يا اوباما، تريد ان تتمدد في السودان. نظام البشير يريد ان يستوطن مليون صيني.. وأين؟ في وسط السودان، حيث سلة غذاء المستقبل.. حيث بحيرة النفط التي تعوم تحت.. بين نيلين!
أومأ اوباما، بهزتين، وهو يسترجع في ذهنه آخر التقارير التي كانت تتحدث عن ذلك.
الصين، قوة اقتصادية، تشق طريقها إلى العالم، بتراب التقليد واليوان، وأميركا القوة الاقتصادية الأولى، تريد أن تسد الطريق. لا تريد منافسا. تريد ان تظل سيدة النظام العالمي الجديد.
الصين- عكس الطبيعة- تحب الفراغ.. يوم أن خرجت أميركا من السودان، يوم استولى البشير على السلطة بليل ودبابة، وارتفعت الحلاقيم بهتافات «أميركا-وروسيا قد دنا عذابها، استشاطت الصين طربا، وأسرعت تملأ الفراغ: فتحت آبار البترول التي اكتشفتها وأغلقتها أميركا، وأقامت شراكة اقتصادية وتجارية واستثمارية، مع النظام الذي دمغته أميركا بالإرهاب!
الذي ربح، سيخسر.
الأميركيون، يستفيدون- أحيانا- من تجاربهم المرة.
أردت أن أقول، إن الصين ستخسر، إن لم تكن قد خسرت فعلا، بقرار واشنطن، وتهليل الخرطوم للقرار. إن لم تكن قد خسرت فعلا، بلقاء رئيسين.. هما الاثنان من مؤسسة واحدة. مؤسسة تحكم أميركا، سواء كان هذا الرئيس ديمقراطيا أو جمهوريا..رئيس يرتب لسلفه، وهو يحزم حقائبه للرحيل!
هكذا، ترتب أميركا أمورها.. تسليما وتسلما.
- لكن، يا اوباما، نظام البشير، لا يزال يشكل مخاطر إرهابية. لا يزال على القائمة!
- لا عليك يا ترامب. «روضناه».. ما قدمه لاستخباراتنا منذ العام 2004 ما كنا لنحلم به على الإطلاق!
# ما قاله أوباما لترامب في اللقاء الأول، قال به قبل يومين للميديا رئيس الاستخبارات السودانية، الفريق محمد عطا، فيما كانت الخرطوم تهلل للقرار الأميركي، وتحلم بالبيرغر والهوت دوغ، وقطع الغيار، ومشاهدة تمثال الحرية، عن قرب!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
16/01/2017
877