+ A
A -
تستطيع أن تعيش في بحبوحة حتى لو كنت من متوسطي أو ضعاف الدخل، متى ما توفرت عندك الخطة المناسبة للتوفير الذكي.
اليابان عندهم مشكلة في السكن، مشكلة كبيرة، لذلك اخترعوا شيئا يسمونه البيت الغرفة، غرفة واحدة فيها النوم والطبخ والحمام وغرفة مكتب وغرفة أطفال وغرفة ضيوف!
لا وقت للشرح لكم هنا، ادخلوا على النت وسترون العجب من اليابانيين.
ضع خطة توفير لراتبك، وستجد نفسك خلال سنة وفرت مبلغا يسيل له لعاب أمنياتك.
عليك بحسن التدبير وحسن الصرف، بلا تقشف مذل ولا صرف مخل.
لا يحرق المال مثل المرأة الصرّافة المبذرة، التي لا تحسن التدبير، فإن كانت من نصيبك فهي والفقر رفيقا درب لا يفترقان أبدا، إلا إذا استوليت أنت على مقاليد حكم البيت كاملة، حينها قد تنجح في إنقاذ ما يمكـــن إنقاذه.
تجنب الكذبات الثلاث التي يستنزفون بها أموالك بالغش والخداع:
التخفيضات، والمعارض، والعروض.
ثلاث كذبات لا تصدقها أبدا.
حتى في السفر، تستطيع أن تستمتع بسفرك من غير مصاريف زيادة.
أذكر في أيام المراهقة المتقدمة قررت مع صديق لي السفر، فاقترح علي أن نسافر هولندا، وهولندا من الدول الغالية جدا جدا قياسا على مصر وسوريا ودول الخليج وشرق آسيا.
قلت له إن هولندا غالية جدا والميزانية التي عندنا لن تستحمل ليلتين فيها، والسفرة أسبوعان.
قال اتركها على الله ثم عليّ، ستركب أحلى القطارات وستسكن في وسط مدنية امستردام، وستسيح حتى تسيح من السعادة.
وثقت به وبقدراته التدبيرية وذهبنا إلى هولندا.
أول عمل عمله أن اشترى تذكرة قطار منخفضة متعددة المشاوير، فجعلنا نستغني تماما عن التاكسي.
ثانيا: بسبب خفة الحمل وتوفر الصحة فإن المشاوير القريبة نأخذها «كعابي».
ثالثا: وهو الأهم أنه أسكننا في سنتر مدينة امستردام، من خلال بيوت الشباب «هاوستل»، الليلة بعشرة دولارات، ومن مميزاتها أنك تختلط مع سياح من جميع أنحاء العالم، فتتعرف عليهم ويتعرفون عليك، وتكون كأسرة واحدة.
الجميل في الموضوع أن القانون هو: لا إزعاج للنائم أبدا، فرغم كثرة السكان، تكاد لا تسمع أي صوت في غرفة النوم.
ناهيكم عن التوفير في الأكل والشرب وخلافه.
الخلاصة سافرنا إلى هولندا أسبوعين بخمسة آلاف ريال فقط لا غير.
من الآن..
ضع خطة توفير، توفير وليس «تقتير»، ثم امشِ على هذه الخطة بندا بندا، وستجد أنك توفر ما لا تتخيل.

بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
16/01/2017
1068