+ A
A -
تقول المذيعة الأشهر «اوبرا وينفري»: «استنفذني مرض الإرضاء-وكثيرا ما كانت كلمة «أجل» تخرج من فمي حتى قبل أن أفكر.. ثم عرفت بالتحديد من أين جاء المرض، لدي تاريخ حافل من الإيذاء، تاريخ منعني من وضع حدود، فما أن تنتهك حدودك الشخصية وأنت طفل، حتى يكون من الصعب أن تستجمع الشجاعة لتمنع الاشخاص من سحقك، تخشى من أن يتم رفض طبيعتك الحقيقية، لذا لسنوات، أمضيت حياتي أعطي كل شيء يمكنني أن أقدمه لأي شخص تقريبا يطلب مني ذلك، كنت أشعر بالإنهاك في محاولة تحقيق توقعات الآخرين لما يجب أن أقوم به..وما يجب أن اكون عليه..الشئ الذي ساعدني على الفهم.. كان مبدأ «النية» الذي قرأته في كتاب «غاري زوكوف»: كل فعل وتفكير وشعور يكونون مدفوعين بنية، وهذه النية هي فعل موجود كفعل له رد فعل، إذا شاركنا في الفعل، فليس من الممكن بالنسبة لنا الا نشارك في رد الفعل، وبهذا تقع علينا مسؤولية كل فعل وشعور وتفكير، وبدأت أبحث عن النية وراء قولي «نعم» حين كنت اعني «لا» بالفعل، كنت أقول أجل كي لا يغضب الأشخاص مني، وكي يعتقدوا أنني إنسانة لطيفة، كانت نيتي هي ان أجعل الاشخاص يشعرون بأنني الشخص الوحيد الذي يمكنهم ان يطلبوا منه شيئا، ويعتمدوا عليه في اللحظة الأخيرة، بغض النظر عما قد يحدث، وكان هذا هو ما عكسته تجاربي بالتحديد- سيل من الطلبات من كل جانب من جوانب حياتي. بعد ذلك بفترة قصيرة بدأت أفهم الأمر، تلقيت مكالمة من شخص مشهور للغاية أراد مني ان أتبرع لمؤسسته الخيرية، كان يطلب مبلغا كبيرا من المال، وأخبرته أنني يجب أن افكر في الأمر، ما فكرت فيه هو: «هل هذه قضية أؤمن بها؟ الجواب..كلا.. هل اذا حررت شيكا مصرفيا سوف أحدث فرقا،، الجواب كان كلا...إذن لماذا سأفعل ذلك؟ هل كي لا يقول عني هذا الشخص إنني بخيلة؟ حسنا لم يعد هذا سببا وجيها وكافيا بالنسبة لي.. ثم كتبت بعض الكلمات والتي أحتفظ بها الآن على مكتبي: «لن أقوم بأي شيء مجددا أبدا لا أشعر بأنه نابع من قلبي مباشرة.. لن أحضر اجتماعا، أو أجري مكالمة، أو أكتب رسالة، أو أساند أو أشارك في أي نشاط لا يستجيب كل نسيج من أنسجة جسدي نحوه.. سأتصرف بنية صادقة مع نفسي» حسنا قبل ان تقول «أجل» لأي شخص، اسأل نفسك أولا ما نيتي الصادقة...ان العالم لن ينتهي إذا قلت مرة «لا» وكنت تعنيها فعلا، سوف لا تكون شخصا منبوذا أو موضع سخرية، ربما تشعر ببعض الذنب لكن ذلك لن يدوم طويلا... قل لا إذا كنت في قرارة نفسك غير راض أو مقتنع بما يطلب منك تكسب وقتك والاهم.. نفسك.
بقلم : وداد الكواري
copy short url   نسخ
15/01/2017
1843