+ A
A -
بنهاية الأسبوع الجاري، سيدخل الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، المكتب البيضاوي، ستحذف كلمة «المنتخب» من اللقب السابق لاسم الرجل الذي اختاره الاميركيون، في مفاجأة من العيار الثقيل، ليصبح السيد الرئيس.
الواقع الآن ان ترامب هو رئيس الولايات المتحدة الاميركية، الدولة الاقوى في العالم، والأكثر تأثيرا في منطقتنا تحديدا، بالمخالفة لكل التوقعات والقراءات، ومن ثم يتوجب علينا ان نطرح اسئلة مغايرة، لتلك التي انشغلنا بها، عقب إعلان فوز المرشح الجمهوري، والتي كانت تعبر عن الاندهاش، أو بالأحرى الصدمة. على ان يتصدرها سؤال، ماذا نحن – العرب – فاعلون؟
في تقديري الشخصي، اننا أمام فرصة ذهبية لاختبار إرادتنا، وإمكانية فطامنا عن الصدر الأميركي.. بكلام آخر، انها اللحظة المناسبة لنجرب ان نكون «فاعلا»، لا «مفعولا به» دائما، أو «مفعولا لأجله» في افضل الأحوال، لنجرب علاقات المصالح والتعاون بين الأنداد.
لا يعني ما سبق أن نتجه إلى صدام مع الولايات المتحدة، ولا ينبني على تصريحات ترامب خلال الحملة الانتخابية، فالرئيس المنتخب، ضرب خلال الحملة، في كل الاتجاهات، داخليا ضد السود والمسلمين واللاتينيين، وخارجيا، ضد العالم كله، من الصين إلى المكسيك.
فالأمر إذن يحتاج إلى انتظار خبرة الممارسة، ذلك ان من كان يجلس على قاذفة لهب خلال الحملة الانتخابية، تحول على الأقل من حيث اللغة، بنسبة مائة وثمانين درجة، وهو ما يؤشر إلى امكانية تغيير كبيرة بعد الجلوس في موقع المسؤولية.
فتصرف الرئيس المسؤول، سيختلف قطعا عن تصرف المرشح، بنفس القدر وربما أكبر، من الاختلاف بين لغة المرشح، ولغة الرئيس المنتخب.
قد تكون التفاصيل التي يسكنها الشيطان دائما، هي باعث هذا التغير ودافعه، وربما كان «النضوج»، حسب تعبير نائب اوباما جون بايدن، الذي وجه حديثه إلى ترامب قبل نحو اسبوعين عبر شبكة بي بي اس الإعلامية.. قائلا «يجب ان تنضج يا دونالد، حان الوقت لتكون بالغا، أنت رئيس».
في كل الأحوال، لابد من تجربة المبادرة والفعل، تلك التي جربتها الشعوب – لا الانظمة – العربية، في الربيع العربي المفترى عليه، فما كان إلا ان اضطر البيت الأبيض إلى السير في ركابها، والانصياع إلى مطالبها، حتى وان بشكل مؤقت، انتظارا لفرصة انقضاض جديدة.

بقلم : محمود عيسى
copy short url   نسخ
15/01/2017
4353