+ A
A -
... ورفعت أميركا (أو جمدت) العقوبات على السودان، جزئيا.. واشترطت رفعها بالكامل، بعد ستة اشهر، إذا ما التزم السودان، بجملة شروط، أهمها وقف دعم الإرهاب، وإيقاف الحرب في منطقتين بالسودان، وتحسين سجل حقوق الإنسان.
القرار، هللت له الحكومة السودانية، وهنأتها عليه عدة دول، من بينها دول لعبت دورا مهما، في إخراج هذه القرار، بمساعيها الحميدة، لدى إدارة أوباما.
صحيح، أن نظام البشير، أثبت خلال السته اشهر الماضية، ديناميكية دبلوماسية وأمنية، مع واشنطن، وحقق بالتالي اختراقا، متبوعا بسلوك، يرضي أميركا، ويبقى عليه، في فترة المراقبة خلال الستة اشهر المقبلة، أن يلتزم أقصى درجات المصداقية في تنفيذ الشروط، التي ستفتح الباب على مصراعيه، لرفع العقوبات نهائيا.
المصداقية في التعامل، مع النظام العالمي الجديد، هي اكسير الانفتاح، وتجنب العزلة، والعقوبات، سواء كانت أممية، أو من دولة في حجم وتأثير الولايات المتحدة.
لا يختلف اثنان، ان نظام البشير الذي رفع شعارات عدائية، منذ اول ايامه ضد أميركا وروسيا، قد خسر الكثير جدا، وهو إن لم يكن قد خسر، لما كان إذن قد هلل لرفع العقوبات جزئيا.
نظام البشير، الذي ادرك أخيرا، ان مناطحة الكبار- تحديدا أميركا- هو كمن يناطح صخرة ليوهنها، عليه ان يستفيد من درس «العنتريات التي ماقتلت ذبابة»، ويتفرغ الآن كليا، لمواجهة الانهيارات في الداخل، وما أكثرها، التي تسببت فيها السياسات العدائية، والبرامج التنفيذية الخائبة، وسياسات الإقصاء بعنجهية للمعارضين من كل لون وجنس.
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
15/01/2017
887