+ A
A -
من المقرر أن يغادر الرئيس الأميركي باراك أوباما البيت الأبيض إلى غير رجعة يوم السبت القادم بعد ثماني سنوات قضاها في رئاسة الولايات المتحدة على فترتين، وقد عبر في خطابه الوداعي عن خيباته في أدائه السياسي لاسيما في السياسة الخارجية خلال هذه السنوات من خلال عدم تعرضه لها، وحاول أن يصنع ميلودراما من الدموع والحديث عن العائلة هذا الذي بدأ يدمر في الغرب ويعتبرون من يتحدث عنه كأنما يتحدث عن القيم الباقية في مجتمعات تخلت عن كثير من القيم الأخلاقية وأطلقت العنان للحرية الشخصية بشكل دمر الأسرة والعائلة.
لكن ما يهمنا في سنوات أوباما هو حجم الأكاذيب التي صاغها من خلال سياسة الولايات المتحدة في المنطقة فإذا كانت سوريا قد دمرت وهجر شعبها وقتل أكثر من نصف مليون من أبنائها فإن أوباما يتحمل الوزر الأكبر لأنه كذب ثم كذب ثم كذب بشأن الإطاحة بالأسد ونظامه وهدد وتوعد وفي النهاية لم يفعل شيئا سوى أنه ترك الأسد ومن ورائه المليشيات الشيعية المتطرفة وإيران وروسيا تقوم بعملية إبادة منظمة لسوريا وشعبها، دون أن يقوم بأي تجريم لهذه الجرائم، ودون أن يسمي هذه المليشيات المتطرفة متطرفة حقا.
ثم ساعد حسب تصريحات بعض ضباطه على وجود مجموعة إسلامية متطرفة لا هم لها سوى قتل السنة وتهجيرهم تماما كما تفعل المليشيات الشيعية المتطرفة وإيران وروسيا وارتكاب جرائم بشعة تحت ستار إرهاب الأعداء مثل الحرق والذبح ثم يقوم الغرب بتكبير حجم هذه الجرائم إعلاميا بشكل يساعد في تشويه صورة المسلمين وتبرير الجرائم التي يرتكبها الغرب والإيرانيون والمليشيات وقبلهم الأميركان والغربيون بحق المسلمين في سوريا والعراق وليبيا وأماكن أخرى كثيرة، فأصبحت داعش غطاء لهذه الجرائم والتدخلات في الوقت الذي لا تتعرض فيه القوات الغربية لها أو تسمح حتى للقوات التركية بمحاربتها لأن داعش أصبحت مطلبا غربيا ومبررا لتلك الجرائم التي يرتكبونها.
وقد فضح الرئيس أردوغان الغرب مرارا وعلى رأسه الولايات المتحدة وحكومة أوباما أنها أولا لا تسمح بالهجوم على داعش في مدينة الباب ولا تدعم القوات التركية، كما أنها سمحت لداعش على مدى سنوات ببيع النفط وتكوين الثروات التي مكنتها من ما قامت به طوال السنوات الماضية.
ومن آن لآخر يطل علينا ضابط أميركي ليبشر بأن داعش باقية لسنوات ومن الصعب القضاء عليها، وما معركة الموصل بكل ما يجرى فيها منذ أكثر من ثلاثة أشهر إلا نموذج للتراخي الأميركي الغربي في تلك المعركة، التي أعلن قبل بدايتها أنها لن تستغرق سوى أيام، ثم بعد ذلك غيروا كلامهم إلى أسابيع، ثم بعد ذلك إلى أشهر وربما يبقي الوضع إلى سنوات.
إنها السياسة العرجاء التي جعلت شخصية أوباما المترددة الكذوبة الفارغة تجعل حتى الأميركيين في النهاية يختارون حاكما أخرق لا ندري ما الذي سيقوم به خلال سنوات حكمه القادمة، فمن رئيس كذاب أفاق إلى رئيس أهوج أخرق يقاد العالم من البيت الأبيض.

بقلم : أحمد منصور
copy short url   نسخ
15/01/2017
82256