+ A
A -
قبل أمس، خطب أوباما خطابه الأخير، وتكلم بالانجليزي ما فتح الله عليه، ثم انهار باكيا.
لم يتمالك دموعه وهو يخطب، يمسح دمعة فتتبعها أربع.
ثم بكت معه زوجته، والتي بدت متأثرة جدا من خطابه، بينما ابنته اكتفت بنظرات الشفقة إليه وهي تصفق له بحرارة وتأثر.
بعد ذلك صفق الجمهور الأميركي الحاضر كله لأوباما، صفق حتـــى بكى...
حين شاهدت المنظر، علمت أن أوباما بكى على العراق، على شعب العراق الذي مات في ليلة أميركية سوداء، أو بكى على شعب العراق الذي يعوم على بحر من النفط، والكهرباء تطرق بابه ساعتين في اليوم.
حين شاهدت أوباما يبكي قلت إنه تحسر على متحف العراق الوطني، الذي عمره ثمانية آلاف عام، والذي سرقه الجيش الأميركي ولم يتبق منه إلا رسومات أطفال العراق في عيد ميلاد صدام قبل أن يتحول إلى عيد موت صدام.
ثم استنكرت ذلك على نفسي وقلت:
صحيح أن أوباما مشارك في مأساة العراق لكنه حينها لم يكن اللاعب الأساسي.
إذن أوباما يبكي على شعب سوريا الذي جُربت فيه كل آلات القتل التي عرفتها الجيوش اليوم، بدءا من طلقة المسدس وانتهاء بالكيمـــاوي المزدوج.
قطعا يبكي على مائة ألف طفل سوري، عاشوا في هذه الحياة أياما وماتوا في لحظات، أو مائة ألف طفل آخرين مشوهين نصف أحياء، ذهبت أطرافهم بشظايا براميل متفجرة، أو مائة ألف يتيم أو مائة ألف أرملة أو مائة ألف شيخ مات اختناقا تحت جدار بيته الذي انهد فوق رأسه، أو مائة ألف أو مائة ألف.
لم أفهم من منظر خطاب أوباما الكلام لأنه بالانجليزي، ولغتي ركيكة فيه، لكني فهمت الدموع الساخنة التي شاهدتها منه، ثم وضعت أنا لها السيناريو والسبب الذي أتخيله.
لكن حين قرأت الترجمة...
عرفت أن أوباما كان يبكي لزوجته من شوقه للعودة إلى البيت الأبيض الذي سيفارقه بعد أسبوع.
بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
12/01/2017
1094