+ A
A -
البداية
إذا ما كنت ذا قلب قنوع
فأنت ومالك الدنيا سواء
متن
شعرت بالأسف على عامي الذي مضى،
دون أن أُحقق شيئًا مما خططت له،
عام البرق الذي مر مسرعًا باهتًا على عشوائيتي بالحياة،
لو كان له لون لاختار الرمادي
وقفت على نهاياته غير مصدق أنه يرحل دون شيء يُذكر؟
لكنه كان كريمًا بالنهاية
لم يكن ليُودعني دون أن يضع هديته عند الباب،
هو ذات الباب الذي أُحدق به بترقب
علّ يُدير أحدهم مقبضه ويفتحه لأرى النور
رغم أني على يقين
أن لا أحد مسؤولًا عن سعادتي في هذا العالم ما لم انهض وأصنعها بنفسي.
هو إعلامي يجتمع فيه النقيضان
لؤم الثعالب.. طهر الأنبياء
ستُحبه مرة.. وتكرهه مرات
يلقي عصا موسى فيلتهم ثعبانه كل من يراه
يرمي أحجاره فيكسر الجليد ويحرك المياه المتجمدة
حكيم أحيانًا.. مجنون نادرًا
هو شيء في هذا الكون لا تعرف أين تضعه
كوكبه لا يحترم المسارات
ولا ينتمي للمجرات
يحلق حيثما أراد..
لهذا استسلم الناس لعناده
وتابعوه بصمت
وجّه الدعوة مرات
ترددت بقبولها.. كالعادة جاء الرد:
أنا أكتب أجمل بكثير مما أتحدث
ثم ماذا سأقول؟
كيف أبدأ وعلى ماذا أنتهي
وبعد تردد.. وافقت
وكان حدثًا جميلًا لم أتخيل تحققه
خشيت أن يكون وضوحي مزحةً بأفواه الشامتين
خفت أن يصبح اعتزازي بتواضع طفولتي وأيامي سهمًا بأقواس الحاقدين
حزنت على أصحابي حتى لا أكون عبئًا ثقيلًا يتملصون منه وينكرون صلتهم به
لكن الشمس أشرقت على وجهي
ولمست الإعجاب من كل مكان
وكلمات الإطراء التي رفعتني حتى بلغت السماء
ثم أعادتني للأرض لأسجد لله شكرًا وامتنانا
وللإعلامي «جعفر محمد» الذي شرفني بالدعوة لبرنامجه
«وسع صدرك»
سأكمل لك ما انتهينا عنده
ممتن أنا يا صديقي للعثرات
وليالي الحرمان
وتواضع البدايات
التي هذّبتني..
علّمتني..
كيف أحترم عاديّتي
ولا أخجل منها
ممتن لصديقٍ شامت
وجد في بيتي الصغير نكتة
يسخر منها ليملأ وقته
وقريبٍ هازئ
على طفلٍ لا يرتدي الجديد في كل عيد ممتن لكل الأحلام التي لم تكتمل
ولـ ذاك الصغير الذي لم تُنهه الحياة باكرًا،
ذاك العظيم الذي طالما رسم السعادة بدفتره وأقلامه
ولايزال ينتظر والده الذي رحل
ممتن على بقايا ألوان الطيف
ونصفها الآخر الذي رحل
ولم يعد يحزنني لو اختفت كلها
فلدي من القناعة ما يكفي
أن أعيش باللون الأبيض
أو الأسود إذا أردت
فمثلي ليس لديه ما يُخفيه ويخشى أن يخسره
لا شيء في حياتي يستحق الخجل
‏مشكلتي الوحيدة التي عجزت عن التخلص منها،
‏التعود على الأشخاص والأماكن والأشياء!
‏لست من هواة التجديد ولا تغريني التجارب،
‏إنسان تقليدي بكل التفاصيل.
‏دائرة أصدقائي هي ذاتها لم تتسع،
‏أحب القهوة بثلاثة أماكن أرتادها،
‏خيارات السفر مغلقة على دولتين لا أكثر،
‏أحب الروتين،
‏عدو الليل وصديق النهار.
‏شرط وحيد يُبقيني بقرب الوجوه التي تمرني بالحياة،
مهما تعاظمت اسماؤهم والطبقة التي ينتمون لها؛
‏الاحترام والتقدير،
‏هو الميزان الذي أقيس عليه وجودهم
ومتى اختل.. تخلصت منهم.
أما بعد:
«أمي بخير»
لاشيء يستحق الحزن أو الضجر
إضاءة
اثنان لا يصطحبان أبداً: القناعة والحسد
آخر السطر
ولا توقر يا فهيد من لا يحشم جنابك

بقلم : دويع العجمي
copy short url   نسخ
09/01/2017
5271